"قل للمليحة في الخمار الأسود" ، شطر بيت لمسكين الدارمي سوق من خلاله اللباس الأسود للمرأة على مدى قرون من الزمن، ولكن يبدو أنه بدأ يفقد تأثيره في الفتيات أخيراً، بعد أن توجهن لتصميم عباءاتهن بألوان رمادية وكحلية وغيرها، وفي وقت أكدت فيه مصممات سعوديات أن غالبية بنات الجيل تخطين اختيار اللون الأسود لعباءاتهن، رفض رجل دين سعودي حصر مفهوم الحشمة في اللون الأخير. وذكر المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي أن أصل الدين لا يخصص لوناً معيناً لخمار أو جلباب المرأة، وليس له لون محدد، والمقصود منه أن يكون ساتراً لمحاسن المرأة ويجوز للمرأة أن تلبس ما شاءت من الألوان، مشيراً إلى أن النساء في زمن النبي وبعد زمنه كن يلبسن الثياب الملونة بغير السواد، وجرى عمل نساء الصحابة على ذلك، وأن ذلك مثبتاً بالأدلة الشرعية الصحيحة لمن أراد الرجوع إليها. وقال:"قد يرى البعض إنه يتعين شرعاً على المرأة لبس الأسود من الثياب والجلابيب والخمر عند خروجها، وليس ذلك بواجب فغيره من الألوان جائز على أن لا يقصد به أن يكون رمزاً أو شعاراً لشيء"، وأضاف:"من يقول إن الحشمة بارتداء اللون الأسود فهذه وجهة نظر شخصية، وقد يكون من باب الإلف والعادة، لكن لا يوجد هناك نص شرعي من الكتاب والسنة يأمر بذلك من دون غيره". من جانبها، ذكرت مصممة الأزياء والعبايات نوال ميمني أن إقبال السعوديات على العباءات الملونة عال جداً، وتصل إلى 75 في المئة، وأن رغبة النساء السعوديات لم تقتصر على دخول ألوان على العباءات السوداء، بل أصبح الطلب على أن تكون العباءة كلها بلون غير الأسود كأن تكون العباءة كلها لون بيج أو سماوي أوكحلي وغيرها"، لافتة إلى أن السيدات السعوديات يطلبن هذا اللون من العباءات بسبب التغيير والملل من التكرار، كما أن اللون الأسود يجلب الحرارة، ولأن الأجيال الجديدة أصبحت تبحث عن اللون"الفرايحي"للتأثير الإيجابي في نفسيات البشر. وأضافت:"من الخطأ أن يحصر الناس الحشمة باللون الأسود، فقد أصمم عباءة سوداء ضيقة ومثيرة تظهر مفاتن الجسم، لكن أستطيع تصميم عباءة بلون بيج مثلاًً من دون تقسيم وتفصيل لملامح الجسم، فهنا تكون الحشمة ليس باللون"، مشيرة إلى أن الألوان المفضلة، والتي عليها الطلب هي الكحلي والرمادي والبيبي بلو والرمادي، وأن سعر الواحدة منها يتراوح بين 900 وألفين ريال بحسب القماش والموسم. وأشارت مصممة العباءات السعودية رانيا خوقير إلى أن الإقبال على العباءات الملونة يقارب 90 في المئة، وأن كثيرات ابتعدن عن اللون الأسود، وأخذن يطلبن دخول الألوان بالعباءة، خصوصاً في السهرات، وقالت:"الحشمة لا تقف عند اللون بل بعدم تحديد أو إظهار الصدر والرقبة والشعر وتفاصيل الجسد، واللون الرمادي والأبيض وبعض الألوان باتت تطغى على العباءة السوداء".