شهدت تربية النحل في المملكة تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية، وبلغ إجمالي عدد طوائف النحل أكثر من مليون طائفة. ووفق تقرير بثته وكالة الأنباء السعودية، توقع مشرف كرسي المهندس عبدالله أحمد بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد الخازم أن يتضاعف هذا العدد خلال الفترة المقبلة، معتبراً ذلك نتيجة حتمية للجهود التي تبذلها الحكومة في تنمية القطاعات الاقتصادية الحيوية، إضافة إلى الدعم والتسهيلات التي تقدمها للنحالين، وتبني بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية إدخال مهنة تربية النحل ضمن الحرف التي تستخدم لزيادة مصادر وتحسين دخل الأسر المحتاجة. ورأى الخازم أن هذه الثروة الوطنية الهائلة بحاجة إلى عمل بحثي منظم ودراسات متعمقة لحمايتها والحفاظ عليها والاستفادة منها بشكل أمثل لرفع المردود الاقتصادي، موضحاً أن الكرسي يؤدي دوره في هذا المجال، ويسعى إلى تطوير أساليب النحالة في المملكة والعمل على حل المشكلات والمعوقات التي تواجه النحالين، وخلق علاقات تعاون مع المؤسسات البحثية والعلمية المميزة دولياً لتحقيق الشراكة العالمية في تطوير أبحاث النحل، إضافة إلى إثراء المعرفة الإنسانية، وإبراز دور الجامعة في تطوير قطاع النحل وتنمية قدرات الباحثين وطلاب الدراسات العليا. ويهدف الكرسي إلى رفع مدارك النحالين العلمية وتنمية قدراتهم المهنية، وكذلك حصر الثروة النحلية لتسهيل مهمة صناع القرار والباحثين، وإجراء دراسة شاملة لسلالة النحل المحلية، وإعداد خريطة رعوية للنحالة المرتحلة، وتنمية الوعي بأهمية نحل العسل والقيمة الغذائية والعلاجية والاقتصادية لمنتجاته لاستغلال الثروة النحلية بشكل أمثل. وقال إنه على رغم الإنتاج العالي للمملكة من العسل الذي يقدر بحوالى 8 آلاف طن، إلا أنه ما زالت الفجوة الغذائية للعسل موجودة، لذلك تستورد المملكة كميات كبيرة منه تصل إلى أكثر من 10 آلاف طن، مشيراً إلى أهمية العسل الغذائية والعلاجية، وازدياد الطلب على أنواع معينة منه، مفيداً بأن كرسي أبحاث النحل في جامعة الملك سعود سينفذ برنامجاً لتطوير أساليب الإنتاج واستخدام تقنيات حديثة تسهم في رفع الإنتاج. وأضاف الخازم أن الكرسي شارك في مؤتمرات دولية خارجية تمثلت في المشاركة في اللقاء الأول للنحالين العرب والأتراك الذي عقد في أنقرة العام الماضي، إذ جرى بحث عدد من القضايا الخاصة بالتعاون في مجالات صناعة النحل بين المملكة وتركيا، إضافة إلى مشاركة الكرسي في المؤتمر الدولي للنحالين في مصر الذي عقد بمدينة طنطا المصرية بداية العام الحالي. وأكد الخازم أن كرسي المهندس عبدالله بن احمد بقشان لأبحاث النحل نظم العديد من الدورات التدريبية مخصصة للنحالين بهدف تنمية قدراتهم وإكسابهم مهارات جديدة في طرق إنتاج العسل، والاستفادة من منتجات النحل الأخرى باستخدام الوسائل الحديثة في تربية النحل، إذ نفذ الكرسي العديد من الدورات في مناطق مختلفة من المملكة، منها دورة تدريبية للنحالين بمنطقة عسير بالتعاون مع مكتب الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية، على مدى ثلاثة أيام، واستفاد من الدورة عدد كبير من النحالين، إذ ألقيت في هذه الدورة العديد من المحاضرات شملت مجالات تربية النحل والأمراض التي تصيبه والآفات المهاجمة له والمبيدات وآثارها على النحل. كما قام بتنفيذ دورة تدريبية في محافظة المخواة بمنطقة الباحة حول تربية نحل العسل، حضرها عدد كبير من الشباب الراغبين في تعلم هذه المهنة، وشارك الكرسي في الندوة الخاصة بالتنمية المحلية بمنطقة الباحة، وسعى الكرسي إلى المشاركة في زيادة وتحسين مستوى دخل الأسر المحتاجة من خلال وضع اتفاق تعاون مع جهات أخرى مثل جمعية النحالين التعاونية وشركة باب رزق جميل للخدمات المحدودة ومؤسسة الملك خالد الخيرية لتنفيذ أربع دورات تدريبية لتفعيل مشروع تدريب الأسر المحتاجة من أبناء محافظة قلوة بمنطقة الباحة.