انتقد رئيس المجلس السعودي للمباني الخضراء سلطان فادن معارض"سيتي سكيب"التي تُقام في السعودية في عامها الثاني، معتبراً أن"تنظيمها السنوي ما هو إلا تكرار للمواضيع الرئيسية التي سبق طرحها، وتخلو من الجديد سواء في الفكرة أم التقديم". وقال فادن ل"الحياة"إن"معرض سيتي سكيب يهتم بطرف واحد، يضم الممولين والمطورين العقاريين، وهناك الطرف الرسمي المهم الغائب عن المشاركة في المعرض بسبب عدم توجيه الدعوات له، والذي يشمل البلديات والأمانات وهيئة الإسكان وهيئة السياحة والآثار وكذلك أعضاء مجلس الشورى". وتطرق إلى تأخر إصدار قانون الرهن العقاري، وقال:"هذا ما يدعو إلى التساؤل، هل قدّم الملف بطريقة غير صحيحة؟"، مشيراً إلى أنه يجب على الجهات الرسمية التدخل سريعاً لوقف إشكالية الأراضي البيضاء. وأشار إلى أن عدد الوحدات السكنية المطلوبة في السعودية يصل إلى 200 ألف وحدة سكنية سنوياً، ما يعطي مؤشراً سلبياً بارتفاعه في المستقبل إلى أرقام خيالية قد تصل إلى مليون وحدة سكنية. وشدد رئيس المجلس السعودي للمباني الخضراء على أن"مشروع البيع على الخريطة الذي اعتمدته وزارة التجارة أخيراً سيكون إيجابياً بشكل كبير في عملية البيع والشراء، ويمثل ركيزة أساسية في عملية الثبات العقاري، ولكنه يحتاج إلى رقابة واضحة من وزارة التجارة لتنفيذه بالشكل الصحيح، خصوصاً أن الرقابة في عمليات بيع العقار في الوقت الحالي غير مفعّلة". وحذّر فادن من"الغش الأخضر"الذي يحتمل أن يزداد في سوق الإنشاء والتعمير، على اعتبار أن سوق التعمير والبناء وكل من يرتبط بها من المهنيين والصناع والموردين والمستخدمين يمرون حالياً بمرحلة مهمة تعتبر بداية الانخراط في المباني الخضراء صديقة البيئة. ولفت إلى أن"هناك بعض الاستغلاليين يقومون باستغلال بعض المبتدئين في السوق العقارية، ويقومون بالترويج لمنتجاتهم أو خدماتهم على أنها مبانٍ خضراء وصديقة للبيئة". وكشف عن تعاون مشترك بين المجلس ووزارة المياه والكهرباء لإعداد دراسة ميدانية واقعية للجدوى الاقتصادية لاستبدال السخانات الكهربائية بأخرى تعمل بالطاقة الشمسية في المباني السكنية والتجارية والحكومية. من جهته، أوضح المستثمر العقاري يوسف بن زيد أن هناك عدداً من الشركات الأميركية والأوروبية تبحث دخول السوق السعودية للاستثمار واستغلال الفرص العقارية المتاحة، وتحرك عدد من تلك الشركات للاستثمار الفعلي في السعودية، وتوقّع نمو المشاريع العقارية خلال السنوات الخمس المقبلة بنسبة 30 في المئة في جدة بسبب عمليات التطوير في العشوائيات جنوبجدة. وانتقد انخفاض دور الشركات الهندسية في الفترة السابقة، موضحاً أن التصميم الهندسي لأي عقار هو محور رئيسي في خطة البناء والتكاليف المادية، وهناك شركات هندسية كبرى وشركاء سعوديون في هذا المجال لديهم الاستعداد لإعطاء أفضل التصاميم الهندسية والاستشارات في ما يتعلق بمشاريع الإسكان وغيرها. إلى ذلك، أظهرت دراسة اقتصادية تم عرضها خلال مؤتمر سيتي سكيب أن السوق العقارية في مدينتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة تتميز تماماً عن غيرها من الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كونها لا تعاني من قلة الطلب، وإنما تعاني من محدودية العرض والقدرة الاستيعابية. وأوضحت الدراسة أن السوق العقارية في المدينةالمنورةومكةالمكرمة فريدة من نوعها، إذ لا حدود للطلب، كما يُعتقد أن عدد زوار المدينتين لأغراض دينية سيرتفع من 7.8 مليون إلى 13.75 مليون زائر عام 2019، وسيؤدي ذلك إلى توفير فرص لتوسيع قطاع الفنادق في ضوء الحاجة إلى ما مجموعه 82 ألف غرفة فندقية خلال عام 2019 .