ينطلق في مدينة جدة اليوم (السبت) معرض تطوير المدن والاستثمار العقاري (سيتي سكيب جدة) 2013، الذي يحوي معارض ومؤتمرات عقارية لتطوير الاستثمار العقاري في السعودية، إذ تعد السوق العقارية في السعودية من أكثر الأسواق العربية حيوية في ظل الإنفاق الحكومي المتزايد على البنية التحتية. ويتوقع عقاريون أن يستقطب المعرض ما يزيد على 10 آلاف زائر، ويشهد اليوم الأول ورشة عمل «القطاع السكني والإسكان الميسر»، إذ ستناقش الورشة عدداً من المشاريع السكنية الرئيسة، ورؤى المطورين العقاريين، والاستراتيجيات الناجحة لضمان تمويل المشاريع، وكذلك نماذج العمل المدرة للربح، إضافة إلى الفرص الاستثمارية المبتكرة الضرورية للاستفادة من الفرص التي تقدمها سوق الإسكان. وفي اليوم الثاني من المعرض، تناقش ورشة العمل الاستثمار والتطوير الفندقي للوسائل والأدوات التي يمكن من خلالها الاستفادة منها في قطاع الفنادق الصغيرة والمتوسطة، ورصد الفرص الاستثمارية الجديدة في قطاع السياحة الدينية. وفي اليوم الثالث فعالية المؤتمر المعماري العالمي بالسعودية. وأوضح رئيس لجنة التثمين العقاري في غرفة تجارة جدة عبدالله الأحمري ل«الحياة» أن فائدة معرض «سيتي سكيب» في ما سيقدمه لمدينة جدة وملاءمة متطلبات السوق العقارية وانفراج الأزمة السكنية بالمدينة، متسائلاً عن أوضاع المعارض العقارية هل هي عبارة عن عرض لصفقات تجارية للشركات العقارية لا يستفاد منها، أم أنها ستقدم استثمارات بأسعار محدودة لتنشيط العقار وتلبية حاجات السكان؟ وقال إن صدور نظام الرهن العقاري أخيراً سيزيد من النمو العقاري والوحدات السكنية، ومواكبة النهضة العمرانية، مضيفاً: «نحن في حاجة إلى 2.3 مليون وحدة سكنية، فعلى الشركات والمؤسسات العقارية بذل المزيد من الجهد وتوفير فرص حقيقية للأفراد ذوي الدخل المتوسط لامتلاك السكن»، مستبعداً استفادة أصحاب الدخل المحدود الأقل من المتوسط من المعرض، إذ إن المشاريع السكنية التي تنشئها الدولة من شأنها أن تكفل لهم السكن. وتوقّع الأحمري أن تسهم العروض العقارية في زيادة النمو بنسبة تقدر بنحو 10 في المئة، مشدداً على إيجاد حلول سكنية لمعضلة ارتفاع الإيجارات في الوحدات السكنية، إذ تعد أبرز مشكلات العقار والمجتمع، مطالباً وزارة التجارة بتنفيذ أنظمة وقوانين تنظم العلاقة بين المالك والمستأجر. من جهته، أشار الخبير العقاري خالد العمري إلى «الحياة» إلىأن زيادة السوق السعودية العقارية تراوح بين خمسة وسبعة في المئة، وقال إن السوق العقارية السعودية مهيأة في المرحلة المقبلة لانتعاشة كبيرة مع توافر المحفزات الاقتصادية وتوافر البيئة الملائمة لبناء مشاريع عقارية عملاقة تتواكب مع متطلبات السوق السعودية، وتغطية الطلب المتزايد على نوعية المشاريع العقارية الملائمة للمرحلة المقبلة، والعمل على سد حاجات السوق من الوحدات السكنية والمكتبية، وتوفير السكن الملائم والميسّر لكل فئات المجتمع. وأشار إلى أن السوق العقارية لا تزال تحتفظ بجاذبية قوية تغري المستثمرين وشركات التطوير لأخذ حصة ولو «صغيرة» من «الكعكة العقارية»، خصوصاً في ظل الركود أو التباطؤ الذي تعانيه الأسواق الإقليمية والعالمية الأخرى. بدوره، أوضح رئيس اللجنة السياحية الخليجية سعيد العسيري ل«الحياة» أن قطاع الخدمات والإيواء يشهد تطوراً كبيراً في مدينة جدة، إذ تعد نسبة التطور 15 في المئة بسبب المشاريع الجديدة التي وصفها ب«الخيالية»، منوهاً إلى أن السوق العقارية السعودية هي المحرك للعقارات الخليجية الأخرى، إذ أنها المؤثرة في الإقليم. وأبان أن الحج والعمرة ليس لهما دور في زيادة النمو السياحي، إذ يعدان منفصلين عن قطاع سياحة الأعمال أو الترفيهية، مضيفاً: «يجب أن يكون هناك تطوير في معرض سيتي سكيب جدة، وأن يختلف عن المعارض السابقة في الدول الأخرى، وعدم استنساخ أفكار الآخرين»، مطالباً بتأسيس أفكار عقارية محلية تضيف إلى ثقافة المكان وهويته الجغرافية، ووجود تصاميم هندسية وعقارية تعكس هوية كل مدينة يقام فيها المعرض.