القدس المحتلة - رويترز - قال مفاوض اسرائيلي إن احتمالات التوصل الى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط مقابل الف سجين فلسطيني ظهرت في تموز (يوليو) الماضي. وأضاف ديفيد ميدان الذي مثل اسرائيل في المفاوضات إن المخابرات الإسرائيلية علمت منذ ثلاثة اشهر أن حماس التي تدير قطاع غزة وتحتجز شليط باتت أكثر براغماتية واستعدادا لإبرام اتفاق بوساطة مصرية. وقال يورام كوهين رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" في تصريحات للصحافيين أدلى بها مع ميدان "اعتبارا من تلك اللحظة بدأت الأمور تتحرك." وسرت شائعات في مناسبات عدة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية عن اتفاق وشيك لتبادل الأسرى مع حماس يتم تسليم شليط لإسرائيل بموجبه. وفي مرتين، ساد اعتقاد باقتراب التوصل الى اتفاق لكن الاتفاق النهائي راوغ الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس أن حكومته وحركة حماس بدأتا الاتفاق على تبادل الأسرى يوم الخميس الماضي وتوصلتا الى صيغته النهائية امس. وستفرج اسرائيل عن 450 شخصا في الأيام القادمة كمرحلة أولى من المبادلة في حين تفرج حماس عن شليط الذي كان عمره 19 عاما حين اختطف على حدود غزة عام 2006 . وسيتم الإفراج عن 550 فلسطينيا آخرين في وقت لاحق. وقال كوهين إن 203 سيعيشون في المنفى في دول لم يتم تحديدها بعد بينما يعود 110 الى الضفة الغربيةوالقدسالشرقية و131 الى غزة. وسيتم الإفراج عن ستة من عرب اسرائيل ايضا. ولم تتضمن هذه القائمة الناشط الفلسطيني مروان البرغوثي الذي أدين بالقتل بزعم دوره في هجمات على اسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية او احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي أدين بالتخطيط لاغتيال وزير في الحكومة الاسرائيلية عام 2001 . ووقع الاتفاق في القاهرة عن حماس نزار عوض الله في نهاية جلسة ختامية استمرت 24 ساعة حتى صباح الثلاثاء. وتراجع نفوذ حماس السياسي لصالح حركة فتح في الأشهر القليلة الماضية حين دشن الرئيس محمود عباس زعيم فتح حملة للاعتراف بدولة فلسطينية من خلال الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة. واتخذت حماس إجراءات صارمة ضد جماعات أصغر حجما شنت هجمات بالصواريخ وقذائف المورتر على اسرائيل مما يهدد برد عسكري اسرائيلي. ورحب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالتبادل بوصفه إنجازا وطنيا وانطلقت الاحتفالات في قطاع غزة الذي سيطرت عليه الحركة بعد اقتتال مع فتح لم يدم طويلا عام 2007 . وأشاد كوهين وميدان المفاوضان الاسرائيليان بمصر، وقالا إنها لعبت دورا حيويا وفعالا في إبرام الاتفاق وسهلت التوصل اليه بحرفية. وراجح أن يعزز هذا التعاون العلاقات بين اسرائيل ومصر بعد أشهر من التوترات عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك التي أثارت مخاوف بين الإسرائيليين من احتمال أن يلغي حكام مصر في المستقبل معاهدة السلام بين البلدين. وقال نتنياهو الذي أعلن الاتفاق امام حكومته إنه يخشى من أن الوقت ينفد بالنسبة لشليط وسط الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي. وأضاف "أعتقد أننا وصلنا الى أفضل اتفاق في هذا الوقت الذي تجتاح فيه العواصف الشرق الأوسط. لا أدري ما اذا كان بوسعنا التوصل الى اتفاق أفضل او حتى التوصل الى اتفاق على الإطلاق في المستقبل القريب." وتابع قائلا "كان من الممكن أن نخسر هذه الفرصة الى الأبد ولا نتمكن من إعادة شليط الى الوطن على الإطلاق." وفي 2009، انهارت مفاوضات لتبادل الأسرى حين قالت اسرائيل إن الإفراج عن 100 سجين طلبت حماس إطلاق صراحهم يمثل تهديدا للأمن وأشارت الى أنه لن يتم الإفراج عنهم أبدا. وقال مسؤول غير اسرائيلي، يشارك في المحادثات وطلب عدم نشر اسمه، إن الجليد بدأ يذوب منذ ثلاثة اشهر حين أجرت اسرائيل وحماس محادثات غير مباشرة وأظهر الجانبان مزيدا من المرونة. وأضاف "اسرائيل طرحت جزءا كبيرا من هذه الاسماء. حماس ضحت ببعض الاسماء ايضا وتوصلتا الى حل وسط." وقال إن اسرائيل وافقت على الإفراج عن نشطاء بارزين من الاسماء غير المعروفة جيدا في اسرائيل. وقال ميدان إن اسرائيل رفضت الإفراج عن عدد من "أسوأ القتلة." وذكر المسؤول في غزة أن نتنياهو كان يطلع على ما يتوصل اليه مفاوضوه اولا بأول. واتصل نتنياهو برئيس المخابرات العامة المصرية مراد موافي حين تم الاتفاق من حيث المبدأ وأعطاه الضوء الأخضر ووافق الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس على العفو عن الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم. وأشار المسؤول الى أن الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي ساعدت في تحسين مناخ التفاوض مؤيدا ما ورد في تصريحات اسرائيلية أفادت بأن حماس التي تأخرت في دعم الثورتين في تونس ومصر تشعر بتقلص مساحة المناورة المتاحة لها. وقال "الظروف تغيرت واسرائيل تعي ذلك والتغيرات في المناطق المحيطة ساعدت في إنجاز الأمور." ___________ * أوري لويس ونضال المغربي