راح تعرفيني لا رحلت ساعتها بس..راح تعرفين أيّ المداين خلّتك وأيّ العناوين! بتوقفين تحت المطر و يبللّ أهدابك وبتفقدين مظلتك ويدين أحبابك وبتغرقين ساعتها بس... راح تعرفين! بياخذك غصب الحنين لقهوتنا ذيك وبتجلسين نفس المكان وبتشربين مرارة الفرقا عليّ وتلملمين اللي بيسيْل ما بين أيديك من الحكي وهمساتنا يوم كنت أنا ويّاك على هالطاوله... وبتحزنين وتحزنين أكثر أذا أنتي ذكرتي ضحكتك وأنتي معاي وكل ما يمر الوقت فينا.. تصغرين وترجعين طفله على نشوة عمر تتمرجحين وكل ما نظرتي مرايتك بتمرّ يدك غفلة على ملامحك وبتلمسين أثر غزل كلامي فيك ويفاجئك -لا جفّت أمطار الغزل- هذي الخطوط اللي انبتت على الجبين ! وبتفقدين حتى فرح أنوثتك أنا اللي كنت أحفظ تواريخ الندى كل مره مرّ فيها وترك على خدودك نجمتين وأحفظ متى فزّت على صدرك شغف حمامتين ومتى الوسِم ومتى يغيب هلال بين الشفتين ومتى يبين؟ وأنا اللي كنت أتفقّد أهدابك.. عسى ما طاح شي وأعدّها هدب هدب صبح ومسا أعدّها في كل مره..مرتين! بتفقدين بعدي فرح أنوثتك وكل ما يجي فصل الشتاء بيعذّبك تفتح عليك ريح الشمال أبوابها بيصير قلبك وقتها جمره تبي تدفى ولا تلقا دفا بثيابها كل ما تفتّش ما لقت إلا عيون الشامتين بعد الفراق بتعرفين وش كنت لك كل ما قريتيلي قصيده بتتعبين بتدوّرين باقي أثر لك بالحروف باقي عطر باقي طيوف باقي سوالف ما انتهت وبتندمين أدري على.. كل لحظه مرت بيننا أنتي... وأنا... ويا الهوى وكنا الثلاثة... ساكتين ساعتها بس ..راح تعرفين وساعتها أنتي بتكونين بالنسبة لي أماني شمعه وانطفت .. مع السنين!! وبتمرّ بك ياما دروبٍ عابره وياما قلوبٍ عابره وبتذكرين بس قلب.. مرّك وامتلت كفك ربيع هذاك كان هو آخر عهدك وقتها بالياسمين!