تتسم ذكرى مرور خمسة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، بالسعي الهادئ والمتزن نحو الإصلاح الإداري وتطوير أنظمة الدولة بما يتناسب مع الحاجة والمستجدات العالمية والعصرية، وله الكثير من البصمات ظاهرة في ربوع مملكتنا، فقد شهدت المملكة منذ مبايعتة في 26 - 6 - 1426ه المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته. إن إنجازات خادم الحرمين الشريفين منذ تسلمه مقاليد الحكم كثيرة، فقد تحقق في عهده لبلادنا قفزات نوعية كبيرة في المجالات كافة، داخلياً وخارجياً، إذ رسم ملامح النهضة الشاملة في بلادنا وتحقق لأبناء هذا البلد الخير الكثير على يديه. كما اتسم عهد خادم الحرمين بسمات حضارية رائدة، جسدت ما اتصف به من صفات مميزة، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات وتحقق في عهده الكثير من الإنجازات المهمة... ففي المجال الاقتصادي تزامن عهد الملك عبدالله بارتفاع غير مسبوق لأسعار النفط في الأسواق العالمية، ما ساعد على تنفيذ عشرات المشاريع التنموية على مستوى البلاد، استناداً إلى موازنات ضخمة، كان آخرها موازنة العام الماضي التي بلغت 400 بليون ريال، ما انعكس إيجاباً على القطاعات الاقتصادية كافة وعلى معيشة المواطنين، إضافة الى فوائض مالية كبيرة خصصت لسداد الدين العام، ودعم الاحتياطي النقدي للدولة ومجابهة تبعات الأزمة المالية العالمية. من أهم الإنجازات الاقتصادية خطة إنشاء عدد من المدن الاقتصادية الضخمة في أكثر من منطقة، يأتي على رأسها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في"رابغ"على ساحل البحر الأحمر، إضافة الى مدن أخرى في المناطق الأقل نمواً، كمدينة جازان الصناعية، ومدينة حائل الصناعية، إضافة الى إنشاء الكثير من محطات تحلية المياه وزيادة الطاقة الإنتاجية. كما كان للإصلاحات التي أمر بها الملك عبدالله، خصوصاً في ما يتعلق بالتطوير الإداري والمؤسسي، ومراقبة الإدارات والأجهزة الحكومية، ومحاربة الفساد الاداري وتحسين مستوى الاجهزة الرقابية، دور مهم في أن تدرج السعودية في تقرير أداء الأعمال الذي يصدره البنك الدولي في قائمة أفضل عشر دول أجرت إصلاحات اقتصادية، وباعتبارها من بين أفضل بيئة استثمارية في العالم. أما في مجال التعليم، فقد شهد عهد الملك عبدالله اهتماماً خاصاً بتنمية الموارد البشرية والتعليم، فكان ما أنفقته الحكومة بسخاء على التعليم خلال السنوات الماضية، وذلك بإنشاء مزيد من الجامعات تتوزع على أنحاء البلاد كافة، وعلى رأسها جامعة الملك عبدالله للتقنية، الى جانب الكليات التقنية والمتوسطة والمعاهد المتخصصة. من أهم الإنجازات السياسية في عهد الملك عبدالله، داخلياً دعوته الى الحوار الوطني بين أطياف الشعب، لتأسيس ثقافة الحوار والاعتراف بالآخر، من دون إقصاء أو تهميش، وللتوصل الى قاعدة من التفاهم المبني على العيش المشترك، ووحدة الهدف والمصير واحترام التنوع الثقافي والمذهبي. أما على المستوى العربي، فيعتبر راعي السلام عربياً وعالمياً، فقد أطلق مبادرة السلام العربية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، التي حظيت بدعم وتأييد الدول العربية كافة، كما لقيت صدى إيجابياً حاز التقدير والإعجاب في المحافل الدولية، كما أن دعوته إلى إصلاح"ذات البين"بين الدول العربية المتباعدة سياسياً، وعلى المستوى العالمي، فقد لاقت دعوته الى مؤتمر عالمي للحوار بين أتباع الأديان صدى واسعاً من على منبر الأممالمتحدة في نيويورك وبحضور كثير من قادة العالم ودعاة السلام في العالم. - جدة [email protected]