واصلت العواصف ضرب مدينة الرياض ليل أول من أمس، محوّلة أحياء أخرى إلى بحيرات. وكان حي النظيم على موعد مع أسوأ كارثة تمرّ به، إذ أدت الرياح الشديدة، وما أعقبها من أمطار غزيرة، محملة بالبرد إلى إغراق مساحات شاسعة منه، تاركة أهاليه في حال من الصدمة والفزع، في وقت حذّر فيه أمين منطقة الرياض الأمير عبدالعزيز بن عياف من كوارث فيما لو استمر هطول الأمطار بالمعدل نفسه الذي كان عليه خلال اليومين الماضيين. ووجدت فرق الدفاع المدني نفسها محاصرة بسيل من الاتصالات، التي تدعو إلى إغاثة أهالي الحي، وعلى رغم أنها جنّدت نحو 1500 عنصر لهذه المهمة تولوا إنقاذ 317 شخصاً، إلا أن اتهامات طاولتها بالتقصير، وترك البعض يسبحون في غرف نومهم. وأكملت"الدفاع المدني"تجهيز إستاد الملك فهد للإيواء تحسباً لأي طارئ، بحسب المتحدث باسمها النقيب عبدالله القفاري. وفي هذه الأثناء، صب أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف جام غضبه على وزارة المالية، متهماً إياها بعدم توفير مخصصات كافية لمشاريع تصريف مياه السيول، التي تغطي 30 في المئة من مساحة الرياض فقط. وحذّر في مؤتمر صحافي عقب الجلسة الطارئة التي عقدها المجلس البلدي لمدينة الرياض لمناقشة مشاريع تصريف سيول العاصمة أمس من"كوارث"في ما لو استمر هطول الأمطار على الرياض بالمعدل الذي كان عليه خلال اليومين الماضيين، وقال:"هناك رداءة في التعامل مع السيول في مدينة الرياض، وشبكة التصريف ليست جاهزة لاستقبال كميات الأمطار". من جهته، ذكر الناطق باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري، أن العواصف الرعدية والأمطار أول من أمس تسببت في تحويل 9 رحلات إلى مطار الملك فهد في الدمام ومطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، وتأخير 15 رحلة داخلية متجهة من مطار الملك خالد الدولي. وأكد رئيس مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول الدكتور عبدالملك آل الشيخ، أن الأمطار ملأت 6 سدود في منطقة الرياض، وغديرين اصطناعيين حفائر تخزينية في كل من ضرما وعشيرة سدير.