أوقفت عاصفة ترابية هبَّت على شرق السعودية، أمس، حركة الملاحة الجوية والبحرية في مدينة الدمام، فيما أعلنت أجهزة خدمية حال الطوارئ تأهباً لتداعيات العاصفة التي بدأت منذ الظهر، واستمرت حتى ساعات المساء، فيما فاجأت موجة من الغبار أهالي منطقة الرياض عصرا، لكنها لم تدم طويلاً. وتسببت العاصفة في تأخر إقلاع ست رحلات دولية ومحلية من مطار الملك فهد الدولي في الدمام، فيما أوقف ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام حركة الملاحة. وانقطعت الكهرباء عن بلدات عدة في محافظة القطيف. فيما لم تتأثر المنشآت الصناعية في مدينة الجبيل الصناعية. وقال مدير المطار المهندس خالد المزعل ل«الحياة»: «إن قوة الرياح تسببت في تأخر إقلاع ست رحلات دولية ومحلية، وتوقفت الحركة في المطار لنحو ساعة». فيما ذكرت مصادر أن الرياح «زحزحت طائرة من طراز جامبو 737 من موقعها»، موضحة أن الطائرة كانت «تربض في المواقف الطرفية في المطار، وأدت الرياح القوية إلى تحريك اتجاهها، إذ كانت متجهة نحو الغرب، فأصبحت تتجه إلى الجنوب الشرقي». وقال مدير إدارة العلاقات العامة في ميناء الملك عبدالعزيز فهد الموسى: «إن الحركة في الميناء تتوقف في مثل هذه الأجواء»، موضحاً أن «البواخر ظلت في مكانها، وتوقفت حركة مناولة البضائع أو تنزيلها من ظهر السفن». وأضاف أن «إدارة الأمن الصناعي تطبق خطط الطوارئ في مثل هذه الحالات». وصمدت حركة القطارات المنطلقة من الدمام إلى الرياض والمقبلة إليها، في وجه العاصفة. وذكر مدير العلاقات العامة في «الخطوط الحديدية» محمد أبو زيد، أن «الحركة كانت طبيعية، ولم يحدث أي تأخير أو تأجيل، في مواعيد الرحلات». وأضاف «طلبنا من السائقين التقيد بأقل سرعة ممكنة». وأنشأت أمانة المنطقة الشرقية «غرفة طوارئ»، ضمت جهات عدة، من بينها المرور والشرطة وشركة الكهرباء. كما طلبت «الأمانة» من المقاولين، تزويدها بآليات شفط في حال استدعت الضرورة. واقتلعت العاصفة مظلات لوقوف السيارات، وأسقطت أشجاراً ولوحاتٍ إعلانية. وطالب الدفاع المدني بوقف حركة السير في طريق الدمام - الرياض، محذراً من القيادة في ظل انعدام الرؤية إلى أقل من خمسة أمتار في بعض المناطق. وانضمت مديرية الصحة في المنطقة الشرقية إلى الجهات المستنفرة، وأعلنت حال الطوارئ في مستشفياتها كافة. وأمرت الطواقم الطبية بالاستعداد لاستقبال أي حالات مرضية، خصوصاً مرضى الربو الذين «سيتأثرون بالغبار المصاحب للعاصفة». وطالبت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ب«الحيطة والحذر». وذكر ناطق باسمها أن «الأجواء ستظل متقلبة إلى اليوم (الأحد)»، موضحاً أن «العاصفة التي ضربت الشرقية نتجت من منخفض حركي مقبل من البحر الأبيض المتوسط، وصاحبتها رياح نشطة بسرعة 80 كيلومتراً في الساعة، وموجة أتربة». وأضاف أن «العاصفة مكونة من سحب ركامية رعدية ممطرة، ولكنها تمطر في مواقع من دون أخرى». وأشار إلى انخفاض الرؤية الأفقية بنحو نصف كيلومتر. وكانت الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة الرياض الأربعاء الماضي أدت إلى إغراق شوارع كثيرة في حي النظيم (شرق الرياض)، ما اضطر فرق الدفاع المدني إلى استخدام القوارب لإنقاذ 317 شخصاً. واتهم أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف وزارة المال السعودية بعدم توفير مخصصات كافية لمشاريع تصريف مياه السيول التي تغطي 30 في المئة من مساحة الرياض فقط. وأكد رئيس مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول الدكتور عبدالملك آل الشيخ أن الأمطار ملأت 6 سدود في منطقة الرياض وغديرين صناعيين (حفائر تخزينية) في كل من ضرما وعشيرة سدير. يذكر أن أمطاراً غزيرة وسيولاً هادرة دمرت أرجاء شاسعة من مدينة جدة (غرب السعودية) في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وأسفرت عن مقتل 132 شخصاً، وكشفت عن ضعف كبير في البنية الأساسية للمدينة التي تمثل واجهة لاستقبال الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى المملكة بالملايين لأداء مناسكهم الدينية.