يؤمن الرجل بأنه يمتلك العالم فيصدق العالم ذلك ويعطيه مفاتيحه على طبقٍ من ذهب، وتقضي المرأة جلّ وقتها في صراعٍ بين الرغبة في البقاء بين ذراعيه في طفولتها لتشعر بأبوته، والتمرّد على قوانينه والرغبة في الاستقلالية حين تصل إلى مرحلة من الثقة بقدرتها على تجاوزه وتحقيق ذاتها باستثنائيتها المطلقة. وإذا ما شعرت بالقنوط في حقبة من عمرها من الرجل الذي كان يعتمر حياتها تقضي بقية سنواتها في محاولةٍ لنسيانه والتغلّب على أفكارها التي قام باحتلالها في السابق لتحاول إعادتها إلى تيّارها السابق بعيداً عنه. وبينما هي في تلك المرحلة التي تحاول فيها تجاهله لا تستطيع أن تنفي استمرارية احتلاله ذلك المكان الذي سمحت له بالجلوس فيه داخل عقلها. يمكنها بالطبع أن تعيش من دونه، لكنه يبقى نصفها الآخر الذي يدور في تيّارها، كما تبقى هي نصفه الآخر الذي لا ملاذ له إلا أن تأسر أنفاسه وتقيّده بسلاسل حريرية. [email protected]