لو كان لي قلبٌ ، لرافقني على الدرب الذي يفضي إلى قلبي، وحرّرَني، لأمضي دونما حرس ٍ إلى باب القصيدة ْ. " قمر" لو كان لي"قمر"ٌ لأهديت السماء صفاتهِ، وعلى الصبايا الذاهبات إلى الحقول نثرت صيفاً ناحلاً من قمحهِ، ورعاته ، وعلى قناديل البيوت رسمت ُ أزرق لونه ِ وبقيت وحدي غافياً في عتمة الأحلام. "قُبلَة" لو كان لي"قلمٌ" لصنّف َ لي كتاباً عن" جنون الورد" حين يقوم من أحواضه ِ ويسير مشتاقا ً لتقبيل الجميلة ِ وهي تضحك ُ في شفاه الهاتف الخلوي، همساً، في ممرات الحديقةْ. كفّ لو صار لي كفٌّ يجيد العزفَ لامرأةٍ تحب العزف... لأفقتُ من صحوي على ناياتها، أنّاتها، وهديلها في الفجر، وهي تلمّ أغصان النجوم ِ من الشبابيك البعيدة، في سلال الوقت... سيدتي: أحان الوقت؟ كفّي دونما كفٍّ و"عُودي"لم يزل شجراً وحنجرتي بلا وترٍ و أغنيتي بلا أشعار؟ فتقول: لو كان لي رجل ٌيحب العزف.. من قلب ِ امرأة ٍ تجيد العزف.. لتأمّل الألحان في كفي ْ و"دوزن َ"من أصابعي َ النحيلة ِ رنّة َ الأوتار. نهايات لو كان لي"مطرٌ"، وكانت لي"محيطاتٌ"، و"ربّانٌ"، لسقتُ البحر للصحراء علّ مياهه تتأملّ الرمل السعيد بحكمة المنفى، وقدْتُ سفينة الأمطار كي تبكي على الأشواكِ في الدهناء ِ، و استبقيت"ربّان َ"البحار ِ بصحبتي"شهراً"ليعرف َ أين َ يبدو النجم ُ"مكتئباً"، إذا ما حلّ في مسراه فوق نهاية الأشياء !! الأشياء لو كان لي"أرقٌ"فسيح ٌ مثلما صمتي لآنس رحلتيفي عتمة" القاموس ِ"، بحثاً عن صفات"الشيء": في جذرٍ بلا معنى، وفي معنىً بلا"أشياء". لو كان لي" أرقٌ"، وممحاةٌ ، لجئتُ إلى صحائفه الألى، و نقشت"سيماء الجميلة"- دونما خجل ٍ- عميقاً في جذور"الماء". هل يعرف"القاموس"، وصف الماء حين يفرّ من معناه، عرياناً، رهيفاً، دونما صفةٍ، ولا نسَبٍ، ولا أسماء؟ الماءُ، لو أن"الكلام"يحفّه ُ بيديه ِ، وهو يسيل في قلب الحجارة ، والغصون، وحين يهبط ُراعشاً نزقاًعلى الأجساد ْ! الماءُ، لو أن"الكلام"رآه ُ في عينيّ، حين تصبّه ُ امرأة ٌ، فتنحل ُّ النجوم ُ على سواعدها، ويضحك مثلما الأطفال من أعلى منابت شعرها، حتى ابتسام الساق والقدمينْ. أتراه ُ يعجزُ ذلك"التمثالُ"أن يعدو بدون ثيابهِ، لما رأى امرأةً"يسيل ُالماءُ فوق صفاتها"فيصيح : يا سيّد القاموس.. يا سيّد القاموس ِ هذا الماء ! والله العظيمِ، قد اهتديتُ إلى صفات الماء!! الظهران - 16مارس2010 هذه المقاطع القصيرة مختارة من نص طويل ما زال مفتوحاً على الكثير من الاحتمالات، وقد شارك بها الشاعر ضمن ملتقى قراءة النص في أدبي جدة.