دشّن المشرف العام التنفيذي على المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي انطلاق العمل في إجراء جراحات زراعة العظام المتحصل عليها من متبرعين متوفين دماغياً، بعد إجراء 4 جراحات خلال الأسبوع الماضي، فيما افتتح صباح أمس، أول بنك عظام أنشئ لهذا الغرض، والذي يُعدّ الأول من نوعه في الشرق الأوسط. وأوضح القصبي أن المستشفى التخصصي يسعى إلى توفير أحدث التقنيات والإمكانات الطبية التي تمَكّن من تقديم أفضل الخدمات الطبية التخصصية التي يحتاج إليها المرضى، لافتاً إلى أن المستشفى تجاوز عدد العقبات في سبيل إنشاء البنك من خلال زيادة الوعي بأهمية التبرع بالعظام ما نتج عنه تعاون وثيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء لتسهيل عملية الوصول إلى المتبرعين، كما جرى وضع آلية للتبرع، وضم طاقم بنك العظام إلى الفريق المتحرك للتبرع بالأعضاء الذي يتبناه المستشفى. ونوّه إلى أن افتتاح البنك يأتي نتيجة تعاون مثمر بين قسم جراحة العظام وعدد من الأقسام في المستشفى كقسم الأشعة الذي يوفر إمكان إجراء الأشعة اللازمة للمتبرع، وجناح الجراحات الذي يهتم بجراحة استئصال العظام في بيئة صحية معقمة، ومركز الأبحاث الذي يقوم بعملية تعقيم العظام بأشعة جاما، إضافة إلى مختبر الأحياء الدقيقة الذي يجري فحوصات لعينات من العظم للتأكد من تلافي نقل العدوى من المتبرع للمريض. من جهته، قال استشاري ورئيس قسم جراحة العظام بالتخصصي الدكتور زايد الزايد، إن المستشفى استفاد من بنك العظام المنشأ حديثاً في إجراء 4 جراحات لزراعة عظام لثلاثة رجال وامرأة تجاوزت أعمارهم 45 عاماً كانوا يعانون من فقدان أجزاء من مفصل الحوض وأعلى الفخذ لأسباب عدة بين إصابات حوادث سير وتآكل مفصل الحوض والتهابه، ما أدى إلى قصر شديد في الساق وشعور بآلام مزمنة تعوقهم عن القيام بأعمالهم اليومية الاعتيادية كالمشي وأداء الصلاة، موضحاً أن جراحة زراعة العظام تستغرق عادةً 3 ساعات يتم خلالها تنظيف مكان الزراعة، وتثبيت العظم الجديد في المكان المناسب عبر جراحة دقيقة يكون حجم العظم المزروع فيها معادلاً لحجم العظم الأصلي المفقود، وبعدها يتم تنويم المريض مدة لا تتجاوز 10 أيام يستطيع المريض خلالها البدء في المشي تدريجياً حتى يتمكن من استعادة قدرته الكاملة على مزاولة حياته الاعتيادية بعد 3 أشهر مع الالتزام ببرنامج التأهيل. وأكد أن زراعة العظام تتميز بنسب نجاح مرتفعة تتجاوز 90 في المئة، خصوصاً أنه لا يمكن أن يحصل للعظم رفض من جسم المريض بعكس زراعة الأعضاء الأخرى الحيوية التي تحتاج إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة. ولفت الزايد إلى أنه يتوفر في البنك حالياً عظام لخمسة متبرعين متوفين دماغياً خضعت للتعقيم بأشعة جاما، ثم فحص عينات منها للتأكد من تلافي نقل العدوى من المتبرع للمريض،"وتم حفظها بحسب التصنيف والمقاييس المعترف بها عالمياً حتى يتم الاستفادة منها في إجراء الزراعة للمريض المناسب وفق تقنيات متطورة في تثبيت العظام"، مشيراً إلى أنه سيتم مستقبلاً إجراء الزراعة لمرضى الأورام الذين يحتاجون إلى استبدال أجزاء من عظامهم والأطفال المصابين بعيوب خلقية واعوجاج الظهر، كما يمكن الاستفادة من البنك في علاج حالات تآكل مفصل الركبة. وأشار إلى أنه سيتم الاستفادة من البنك سنوياً في معالجة نحو 100 حالة تغيير وترميم مفاصل الحوض، و120 حالة لتصحيح مشكلات العمود الفقري، وأكثر من 80 حالة مصابة بأورام سرطانية في العظام وغيرها، وذلك باستخدام العظام المحفوظة سواء كان على شكل عظم مطحون، أو كان جزءاً كاملاً من العظم كالجزء العلوي أو السفلي لعظم الفخذ أو الساق أو العضد أو نصف عظم الحوض، وأكد أن بنك العظام سيخفض من كلفة استيراد عظام صناعية تقدر قيمتها بملايين الريالات سنوياً، إضافة إلى الاستغناء عن استخدام البدائل المعدنية التي لا تقاوم الزمن.