أكد الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي على المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث استعداد المستشفى لافتتاح فروع لبنك العظام بمناطق المملكة وذلك بالتعاون مع القطاعات الصحية المختلفة والمركز السعودي لزراعة الاعضاء. جاء ذلك في تصريحات صحافية ل "الرياض" عقب تدشينه أمس أول بنك عظام في الشرق الأوسط وإجراءات العمل في عمليات زراعة العظام المتحصل عليها من متبرعين متوفين دماغياً. وقال القصبي: "لدينا توجه لافتتاح فروع لبنك العظام متى ما وجدت الحاجة لذلك ولدينا في تخصصي جدة الإمكانية, إضافة إلى أننا مستعدون للتعاون مع الجهات الصحية والمركز السعودي لزراعة الأعضاء للتحرك نحو استيعاب اكبر شريحة ممكنة من المتبرعين وتسهيل الإجراءات في ذلك غير ان الأمر يحتاج إلى زيادة في عدد الجراحين ذوي الخبرة العالية لإجراء عمليات زراعة العظام, والمستشفيات التخصصية لديها القدرة على إجراء مثل هذه العمليات لوجود الإمكانيات. ولفت القصبي إلى أن المستشفى التخصصي يسعى لتوفير أحدث التقنيات والإمكانات الطبية التي تمَكّن من تقديم أفضل الخدمات الطبية التخصصية التي يحتاجها المرضى. وزاد: "المستشفى تجاوز العديد من العقبات في سبيل إنشاء البنك من خلال زيادة الوعي بأهمية التبرع بالعظام ما نتج عنه تعاون وثيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء لتسهيل عملية الوصول إلى المتبرعين، كما جرى وضع آلية للتبرع وضم طاقم بنك العظام إلى الفريق المتحرك للتبرع بالأعضاء الذي يتبناه المستشفى، منوهاً بأن افتتاح البنك يأتي نتيجة تعاون مثمر بين قسم جراحة العظام وعدد من الأقسام في المستشفى كقسم الأشعة الذي يوفر إمكانية إجراء الأشعة اللازمة للمتبرع، وجناح العمليات الذي يهتم بعملية استئصال العظام في بيئة صحية معقمة، ومركز الأبحاث الذي يقوم بعملية تعقيم العظام بأشعة (جاما)، بالإضافة إلى مختبر الأحياء الدقيقة الذي يجري فحوصات لعينات من العظم للتأكد من تلافي نقل العدوى من المتبرع للمريض. د. القصبي يطمئن على صحة أحد المرضى «عدسة - حاتم عمر» من جهته قال الدكتور زايد الزايد استشاري ورئيس قسم جراحة العظام بالتخصصي إن المستشفى استفاد من بنك العظام المنشأ حديثاً في إجراء 4 عمليات جراحية لمرضى يعانون من فقدان أجزاء من مفصل الحوض وأعلى الفخذ لأسباب متعددة بين إصابات حوادث سير وتآكل مفصل الحوض والتهابه ما أدى إلى قصر شديد في الساق وشعور بآلام مزمنة تعيقهم عن القيام بأعمالهم اليومية الاعتيادية كالمشي وأداء الصلاة. وأضاف الزايد: "عملية زراعة العظام تستغرق عادةً 3 ساعات يتم خلالها تنظيف مكان الزراعة وتثبيت العظم الجديد في المكان المناسب عبر عملية جراحية دقيقة يكون حجم العظم المزروع فيها معادلاً لحجم العظم الأصلي المفقود، وبعدها يتم تنويم المريض لمدة لا تتجاوز 10 أيام يستطيع المريض خلالها البدء في المشي تدريجياً حتى يتمكن من استعادة قدرته الكاملة على مزاولة حياته الاعتيادية بعد 3 أشهر مع الالتزام ببرنامج التأهيل. وأكد الزايد أن زراعة العظام تتميز بنسب نجاح مرتفعة تتجاوز 90% خصوصاً أنه لا يمكن أن يحصل للعظم رفض من جسم المريض بعكس زراعة الأعضاء الأخرى الحيوية التي تحتاج لتناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة.