فارق التفكير الإداري بين الهلال وبقية الأندية يكشف فوارق العمل الاحترافي الذي ننتظره بصفتنا وسطاً رياضياً، قياساً بمن سبقنا من دول متقدمة كروياً. تحضيرات نادي الهلال صيف العام الماضي كانت مثالية مقارنة بأندية محلية وعربية، فقد بدأ الهلال التحضير للموسم الحالي قبل نهاية الموسم الرياضي الماضي بل أنهى تعاقداته مع اللاعبين الأجانب، ومع الأجهزة الفنية الجديدة في وقت مبكر ساهم في وضع استراتيجية عمل مثالية بكل المقاييس بصرف النظر عن تحقيق البطولات من عدمها، لأن ذلك في علم الغيب. تحضيرات الهلال المثالية الموسم الماضي حفزت بقية الفرق المحلية للشروع في التجهيزات المبكرة من الآن، وإن كانت البوادر الأولية تعطي النصر الأفضلية عن بقية الفرق السعودية التي تحاول جاهدةً التحضير المبكر، ولكن العوائق المالية والخلل الإداري يعطلان الكثير من الترتيبات. النصر يتجه إلى التحضير للموسم المقبل بالفكرين الهلالي والأوروبي نفسهما اللذين يعتمدان على استغلال الزمن والاستفادة من بدايات التسجيل وليس نهايته كما تفعل أكثر الفرق السعودية التي تصل لآخر ورقة من التحضير عشية إغلاق الفترة الأولى للتسجيل، فقد اتضحت الرؤية أمام فارس عصر النصر الجديد الأمير فيصل بن تركي، وأصبح على مشارف الانتهاء من رسم خريطة العمل بدقة متناهية، وستكون المفاجأة المرتقبة عنواناً واضحاً للجهد المبذول من أجل عودة النصر وجماهير الشمس للشروق من جديد. الأندية الأوروبية لا تجد حرجاً في إعلان تعاقداتها مبكراً بل إن فريقاً مثل برشلونة الذي يجاهد على كل الجبهات للدفاع عن ألقابه الأوروبية والمحلية أعلن نيته التعاقد مع مهاجم فالنسيا فيا، وهذا لا يعوق العمل الفني القائم حالياً، وفرق أوروبا العريقة تعلن نيتها التعاقد مع لاعبين في أندية منافسة على رغم أن المنافسات قائمة، ومعظم الفرق الأوروبية تنتهي من تعاقداتها قبل تمتع اللاعبين بإجازتهم الصيفية وفي ذلك مكاسب لكل الأطراف. الأندية السعودية عليها أن تنهج نهج الهلال وتسير على منهجية العمل الاحترافي فيه، لكي تبدأ موسمها الجديد بوضع أفضل مما كانت عليها هذا الموسم عندما سلمت الصولجان للهلال من أول مباراة في الدوري، وترنحت على أرصفة الفرجة، لأنه لا حول لها ولا قوة لمجاراة الهلال الأفضل بالتحضير ثم بالنتائج. [email protected]