كان هناك عاملان في إحدى شركات البناء، أرسلتهما الشركة التي يعملان لحسابها من أجل إصلاح سطح إحدى البنايات، وعندما وصل العاملان إلى المصعد إذا بلافتة مكتوب عليها"المصعد معطل"، تصدمهم، فتوقفا هنيهة يفكران ماذا يفعلان، لكنهما حسما أمرهما سريعاً بالصعود على الدرج، على رغم أن العمارة بها 40 دوراً، سيصعدان وهما يحملان المعدات لهذا الارتفاع الشاهق، لكنها الحماسة... فليكن. وبعد جهدٍ مضنٍ، وعرق غزير، وجلسات استراحة كبيرة وصلا أخيراً إلى غايتهما، هنا التفت أحدهما إلى الآخر وقال: لدي خبران أود الإفصاح لك بهما، أحدهما سار والآخر غير سار! فقال صديقه:"إذن فلنبدأ بالسار". فقال له صاحبه:"أبشر، لقد وصلنا لسطح البناية أخيراً"، فقال له صاحبه بعد أن تنهد بارتياح:"رائع لقد نجحنا، إذن ما الخبر السيئ". فقال له صاحبه في غيظ:"هذه ليست البناية المقصودة!". كثيرون منا يعيشون الحياة ضائعين، ليس لهم هدف أو هوية، أو مهام يتصدون للقيام بها، يعيشون حياتهم متنقلين من مشكلة لأخرى، بدلاً من التنقل من فرصة إلى أخرى... فهل لديك هدف في الحياة؟ في الحديث يقول النبي"صلى الله عليه وسلم":"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"رواه البخاري ومسلم، وعن يحيى بن أبي كثير يقول:"تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل". هدف واضح وكبير وبذل جهد وتصبر وتفاؤل وتأمل وتضع خطة عملية لابد أن ترى أملاً ولابد أن تحقق أهدافك في الحياة، اسألوا على مر التاريخ كل الذين حددوا أهدافهم وصبروا، حققوها أم لا؟ ستجدون الجواب أنهم حققوها، فلِم أنت لا؟ فما ارتفع شيء إلى السماء أعظم من الإخلاص، وما نزل شيء إلى الأرض أعظم من التوفيق، وبقدر الإخلاص يكون التوفيق، فهلّا وضعنا لحياتنا أهدافاً كبيرة تليق بأمة محمد"صلى الله عليه وسلم"؟ شريفة بنت عبدالله السويد - الرياض [email protected]