توقف انهمار المطر وانقشعت الغيوم عن سماء مكةالمكرمة، صباح أمس، دون أن يتوقف دبيب خطى المنتمين إلى جهات خدمية وأمنية عدة، إذ استمر إعلان حالة الاستنفار والتأهب تحسباً لهطول المزيد من زخات المطر، بعد أن راح ثمانية أشخاص من عائلة واحدة ضحية أمطار أول من أمس، بينما كتبت العناية الإلهية"عمراً جديداً"ل 59 فرداً، حبسوا داخل مركباتهم التي احتجزتها مياه المطر، بينما ولّد استمرار هطول المطر انهيارات صخرية أدت إلى انهيار أجزاء من سبعة منازل، وأجبرت انهيارات أرضية"مرور العاصمة المقدسة"على إغلاق طرق رئيسة عدة، بدأت جهات مختصة في إصلاحها، في وقت يتجه فيه المجلس البلدي في العاصمة المقدسة إلى مساءلة"الأمانة"عن مشاريع السيول. من جهتها، شكّلت إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة لجنة هندسية للتحقيق في ملابسات حادثة انهيار جدار مبنى ملعب رياضي لكرة القدم وقع على منزل عائلة مقيمة من الجالية البورماوية، نتج منه مصرع ستة من أفرادها، لقوا حتفهم، فيما نجا بقية أفرادها العشرة من الحادثة، غالبيتهم من النساء والأطفال. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة"استدعاء لجان التحقيق في الحادثة أطراف القضية، مالك الأرض والمستثمر وأكبر أبناء العائلة المنكوبة. وأوضح الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة النقيب صالح العليان أن جدار ملعب كرة القدم سقط على منزل أسرة تسكن في بيوت مبنية بالخشب و"الهناجر"بناء شعبياً عشوائياً، لافتاً إلى تضافر الجهود خلال عمليات رفع الأنقاض، وإخراج جثت الضحايا، التي استمرت حتى ساعات صباح أمس الأولى، قبل أن تخرج جثث مسن ومسنة وطفلين من أبنائهما واثنين من أحفادهما. وكشف تواصل جهود الإنقاذ لمباشرة حوادث وقعت أول من أمس، وأسفرت عن إنقاذ 59 فرداً احتجزوا داخل مركباتهم، غالبيتهم من النساء والأطفال، في مناطق متفرقة في مكةالمكرمة ومناطق حداء وبحرة وضواحي واديي نعمان والمغمس لم تسفر عن تسجيل إصابات، إضافة إلى مباشرة سبعة حوادث انهيارات طاولت جدران منازل، وقعت نتيجة انهيارات صخرية من الجبال، كانت غالبيتها في حي العزيزية والأحياء الواقعة على الطريق الدائري في مكةالمكرمة،"ولا تزال حال الاستنفار والتأهب قائمة، تحسباً لهطول المزيد من الأمطار خلال الأيام المقبلة"، وفقاً لما تلقته أجهزة الدفاع المدني من تحذيرات مصلحة الأرصاد وحماية البيئة مفادها: أن الفرصة مهيأة لهطول مزيد من الأمطار وجريان السيول. وأهاب العليان بالمواطنين أخذ الحيطة والحذر لتجنب السير في مواطن تجمع المياه، ومناطق جريان السيول، تفادياً لوقوع أي حوادث لا سمح الله.