رداً على ما نُشر في"الحياة"في عددها"17349"، بتاريخ"4 تشرين أول أكتوبر 2010"، تحت عنوان"فتاة تخفي علاقتها"الغرامية"بقتل شقيقتها ضرباً وخنقاً وتسميماً". الحادثة تعكس قضية اجتماعية خطرة، المجتمع العربي يعيش واقعها التعسفي، فالسياق العام للواقعة أنه لا يزال هناك من يحاول طمس الحقائق وتبرئة المتهم والتستر عليه، وإلصاق خطئه بأبرياء بدافع المحافظة على السمعة والشرف... بادئ الأمر اُعتبرت الوفاة انتحاراً، ورجال الشرطة سلموا بذلك مبدئياً أمام قناعة وتأكيد أفراد أسرة المتوفية، لكن العناية الإلهية وعدالتها أرادت أن تظهر الحقيقة، فكان لرجل الشرطة قدرة ودور فعال في تبرئة الضحية من وصمة الانتحار التي نالتها، ويضع الأُمور في نطاقها الصحيح، فقد أثبت أن الوفاة كان وراءها قتل وليس نتيجة انتحار. شرف الإنسان وسمعته تكمنان في تحمله أخطاءه وتبعاتها بشجاعة ومواجهة مع نفسه ومع من أخطأ في حقه، والخطأ غريزة في البشر ولا أحد معصوم منه، إذاً فالخطأ ليس عيباً وإنما العيبُ في الإصرار على ارتكابه، والتعالي عن إصلاحه، والترفع عن الاعتراف به، فإذا كان التسليم بوجود الخطأ كظاهرة في بني آدم كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، كما جاء في الحديث الشريف، فلا بد أيضاً من التسليم بوجود جوانب لتقويمه، بدءاً بإصلاحه والاستفادة منه ومن ثم تجنبه، من هنا من هذه النقطة يصبح من السهل بمكان تحديد شخصية الفرد من خلال وقوعه في الخطأ، ومن خلال مقاومته ومواجهته له. الأخطاء التي يرتكبها الإنسان تختلف باختلاف تكوينه السيكولوجي والأيديولوجي، إن الواقع الاجتماعي والحضاري المؤلم المترفع والمتعالي عن الاعتراف بالخطأ ومعالجته بطرق عقلانية ومتوازنة يتحمل نصيبه من المسؤولية، وبالتبعية فإن أفراد الأسرة يتحملون جزءاً من المسؤولية على تسترهم على ما أقدمت عليه ابنتهم وعشيقها من قتل إنسانة بريئة وإضفاء صبغة الانتحار عليها. كان الأمر علاقة غير شرعية بين فتى وفتاة تتم في الخفاء، وكان لا بد لهذه العلاقة أن تنكشف، لأن بدايتها خطأ، عند ذلك وقفت الضحية وخافت أن تفضح علاقتها، وبدلاً من أن يصلح الأهل ما وقعت فيه من خطأ ويتعاون أفراد الأسرة معها وأختها ارتكبا خطأً أبشع وجريمة نكراء، وبدلاً من قضية علاقة غير شرعية، كان بالإمكان التعامل معها بتسوية عقلانية ومعالجة موضوعية تحفظ سمعة الأسرة، أصبحت حديث مجتمع بأكمله. عائشة عبدالله قاسم - جدة [email protected]