تأمل... تفكر... تدبر... فإن لكل بداية نهاية! يقول الله تعالى يُقلب الله الليل والنهار * إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار... يبدو القمر صغيراً ثم ينمو ويكبر مع مرور أيام الشهر وأسابيعه حتى يكتمل ثم يبدأ في النقص حتى يمحق، وهكذا طوال شهور العام حتى ينتهي، وهكذا عمر الإنسان، والشمس تطلع ثم تغيب، والنهار يُقبل ثم يُدبر، إشارة إلى أنه لكل شيء ختام، ولكل بداية نهاية، وهكذا الدنيا! يقول الله تعالى وما يُدريك لعل الساعة تكون قريباً... نعم... قريب للانتقال من هذا العالم الدنيوي والانتقال إلى دار أخرى يُنال فيها كل عامل عمله، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. نعم... لكل بداية نهاية! يُنادي منادٍ بين يدي الصيحة: يا أيها الناس أتتكم الساعة... أتتكم الساعة... أتتكم الساعة... فيسمعها الأحياء والأموات وينزل الله إلى السماء الدنيا، ثم يُنادي منادٍ، لمن المُلك اليوم؟ لمن المُلك اليوم؟ لمن المُلك اليوم؟"لله الواحد القهار". كُل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام الآية. فيا من قضيت العمر وراء الشهوات، ألم يئن لك أن تنظر في أمرك؟! ويا من انصرمت أيامه في الدنيا وملذاتها، ألم تبكِ على عمرك؟! ويا من أقبلت على الدنيا وفُتنت في غرامها، ألم تفكر في النهاية وتتأمل في النتيجة؟! فإن لك موعداً مع الملك! نعم... موعد مع الملك! يقول صلى الله عليه وسلم:"إذا كان يوم القيامة أُدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين، قال مسلم:"لا أدري الميلين مسافة الأرض، أم الميل الذي يُكحل به العين؟! قال: فتصهرهم فيكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه العرق إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يلجمه إلجاماً"، قال: فو الله لكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشير إلى فيه وقد أقلع وهو يقول: ومنهم من يلجمه إلجاماً. اللهم سلم". وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يُحشر الناس يوم القيامة عُراة، حُفاة، غُرلاً"قلت: يا رسول الله، الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة، يا عائشة، يا عائشة، الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض". لقد مضت ساعات بل أيام وشهور بل وسنوات، لكن لم تصارحها يوماً؟! صارحها الآن، نعم الآن... أتدري من هي: إنها نفسك التي بين جنبيك، صارحها الآن يرحمك الله، قُل لها: ماذا أعددتِ ليوم القيامة؟ وما هذه الأيام إلا مراحل يحث بها داع إلى الموت قاصدُ وأعجبُ شيء لو تأملت أنها منازل تطوى والمسافر قاعد فخذ من نفسك لنفسك، وقس يومك بأمسك، وكُف عن سيئاتك، وزد في حسناتك، واستعد فإنك راحل لا محالة، راحل من هذه الحياة الدنيا. يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:"إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك". فمن ذا الذي يبني على موج البحر داراً، تلكم الدنيا فلا تتخذها قراراً. شريفة عبدالله السويد - الرياض [email protected]