طوت منى صفحة موسم الحج الحالي، بعد أن اختتمت فلول الحجيج المتأخرين شعيرتهم برمي الجمرات أمس الجمعة. واكتظت جنبات مكةالمكرمة بالبشر وأكوام السيارات، بعد تزامن النفرة الثانية للمتأخرين مع خروج المصلين المتجهين إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الجمعة، واستنفرت الجهات الأمنية والخدمية طاقاتها كافة لتخطي آخر اختبارات المشاعر المقدسة. راجع ص2و3 إلى ذلك، أعرب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز عن شكره لقادة قوات أمن الحج وقال:"لقد كنتم عند مستوى المسؤولية والثقة، وقد أديتم هذا الواجب بأفضل ما يُؤدى، وأثبتم للعالم أجمع أنكم قادرون على إدارة هذا الجمع الكبير من البشر الذي ليس له مثيل في العالم، وأديتموه بأفضل ما تُؤدى المسؤوليات في أمنهم وفي تنقلاتهم، وهي في أيام قليلة معدودات يسر حجهم". جاء ذلك خلال استقبال النائب الثاني قادة قوات أمن الحج لهذا العام في مقر وزارة الداخلية في مكةالمكرمة ليل أول من أمس، وألقى كلمة قال فيها:"الحقيقة أننا نرفع أيدينا وأبصارنا إلى الخالق - عز وجل - لنحمده ونشكره بما منّ علينا به مِنْ سلامة موسم هذا الحج وسلامة حجاج بيت الله وقد أدوا حجهم بسهولة ...، ولا شك أن الله - جل جلاله - قد منح رجالنا الذين يعملون لتحقيق أمن حجاج بيت الله قدرةً وقوةً على أداء الواجب، ولذلك أجد أنني في هذه الفرصة أقدم الشكر والتقدير والاعتزاز بكم أيها الرجال"، وأضاف:"لقد كنتم عند مستوى المسؤولية والثقة، وقد أديتم هذا الواجب بأفضل ما يُؤدى، وقدمتم للعالم أجمع أنكم قادرون على إدارة هذا الجمع الكبير من البشر الذي ليس له مثيل في العالم". ومع حلول المساء، بدا مشعر منى خالياً من كل شيء، فشوارعه حفّها الظلام، والسكون هو العنوان الرئيسي للمكان، والحركة باتت معدومة تماماً إلا من بعض سيارات للنظافة توزّعت هنا وهناك، بعد أن غادر آخر فوج من الحجاج الإندونيسيين الذين اختاروا التريث حتى آخر ساعات اليوم الثالث والأخير من أيام التشريق. وفيما حذّرت"الدفاع المدني"الحجاج بأنه قد يتعذر الوصول إلى الحرم المكي، نتيجة للكثافة البشرية عبر رسائل تضمنت ضرورة التريث في مقر السكن وقت ما بعد الزوال، حفاظاً على سلامة الجميع، بدأت النقابة العامة للسيارات بالتعاون مع وزارة الحج، تشغيل رحلات نقل الحجاج من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورةوجدة.