لم يحدث تواصل واتفاق بين المدرسة والمنزل بهذه الدرجة من قبل، لكنه هذه المرة لا يخص متابعة مستوى الطلاب العلمي أو النفسي والاجتماعي، بل على جعل الإجازات الرسمية لوزارة التربية والتعليم، مغايرة للواقع بإجازات فعلية تزيد يومين على الأقل في كل مناسبة. واعتاد طلاب المدارس على الغياب في اليومين الأخيرين قبل إجازة عيد الأضحى المبارك في كل عام دراسي، فمن ثقافة الخوف من أولياء الأمور على أبنائهم، إلى سياسة التحريض على الغياب والتهاون فيه من المعلمين وإدارات المدارس، تتشكل تلك الظاهرة التي تجد بعض المقاومة من أقليات بين المدرسين والإدارات باتخاذ بعض الإجراءات مثل جعل تقويم المستوى الدراسي في الأيام الأخيرة. وذكر أحد المعلمين في مدرسة ابتدائية فضل عدم ذكر اسمه أن غياب الطلاب في اليومين الأخيرين أصبح بالفعل ظاهرة،"وكأن هناك اتفاقاً غير معلن بين المدرسة والمنزل على غياب الطلاب مدة يومين قبل أي إجازة"، مشيراً إلى أن ثمة تشجيعاً على الغياب من بعض المعلمين الذين يفضلون قضاء هذين اليومين بعيداً عن عناء التدريس ومقابلة الطلاب. وقال:"تجد بعض المدرسين لا يقابل الطلاب الملتزمين بالحضور بالترحيب والابتسامة المعتادتين في أيام الدراسة، وكأن لسان حاله يقول بتهكم: ما الذي أتى بك، كل هذا حرص ما شاء الله"، مضيفاً أنه توجد ثلة من المدرسين يقاومون تلك الطريقة التحريضية على الغياب باتخاذ بعض الإجراءات لتشجيع الطلاب على الحضور، منها عمل بعض الأنشطة الرياضية، وتأخير الاختبارات والتقويم الدراسي إلى آخر يوم قبل الإجازة. من جانبه، أوضح المدير العام للعلاقات العامة والإعلام التربوي بإدارة تعليم الرياض خالد الحسينان ل"الحياة"أن جهود إدارته منصبّة على توعية أولياء أمور الطلاب لتعزيز حضور أبنائهم في المدارس خلال اليومين الأخيرين، لأنهم يتخوفون عليهم من المشكلات الأمنية، وأن هناك تعميماً يؤكد التنبيه على الطلاب بعدم الغياب وعدم التلميح من المعلمين لغياب طلابهم وتحريضهم عليه، لافتاً إلى أن بعض المدارس تنفذ خلال اليومين الأخيرين مجالس الآباء لإطلاع أولياء أمورهم على سير الدراسة خلال الفترة الماضية، وأن هناك مكاتب إشرافية تحصر الغياب في المدارس في هذين اليومين، وترسل إلى إدارة التربية والتعليم التقارير لاتخاذ الأساليب المناسبة للحد من نسبة الغياب. يذكر أن عدد طلاب مدارس منطقة الرياض التعليمية للمراحل الثلاث 400 ألف طالب يدرسون في أكثر من 1807 مدارس يعلمهم أكثر من 40 ألف معلم في كل التخصصات التربوية.