كشف خبراء بيئيون ارتفاع معدلات التلوث البيئي في منطقة مكةالمكرمة قياساً بالمناطق السعودية الأخرى، مشيرين في حديثهم إلى"الحياة"إلى أن الارتفاع ناجم عن تراكم مشكلات تلوث لم تتم معالجتها، ما تسبب في تفاقم هذه المشكلة في المنطقة. وأكد الخبير البيئي محمد بخاري أن مشكلات منطقة مكةالمكرمة البيئية كبيرة جداً، منها وجود مجمع القمامات والعشوائيات، محملاً السكان المسؤولية الأولى في ذلك بسبب عدم اهتمامهم بنظافتها، ما يسهم في حدوث مشكلات بيئية كبيرة، فيما أرجع سبب التلوث الجوي في المنطقة إلى وجود محطات الطاقة الكهربائية وإطلاقها للغبار الكربوني، إضافة إلى تسربات المياه الموجودة في الشوارع بسبب وجود كميات مهولة من الفئران ذات الحجم الكبير في أنحاء المنطقة، فضلاً عن مياه المجاري المستخدمة في عمليات الزراعة حول مكة، إلى جانب عدم وجود مردم كبير للنفايات. وعدد مخاطر صحية عدة ناتجة من المشكلات البيئية منها، الربو عند الأطفال وتكاثر البعوض وحمى الضنك والملاريا، مبيناً أن هذه المشكلات الصحية تسهم في انتشار الأمراض. في غضون ذلك، توقع بخاري ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في المنطقة خلال ال10 أو ال12 سنة المقبلة، نتيجة المخاطر المحتملة من عمليات التلوث الناتجة من المصانع المحيطة بمكةالمكرمة، وذلك بسبب الزرنيخ الموجود في الأسمدة وتعدد واختلاف أنواعها الذي يتسبب في تسمم التربة، إضافة إلى العوامل الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض السرطان مثل تلوث المياه، مشيراً إلى أن عدم الاكتراث لخطر التلوث البيئي أدى إلى انتشار أمراض السرطانات خصوصاً سرطان الثدي، لا فتاً إلى أن عدم اهتمام الجهات المسؤولة بالقضية وخطرها لم يتح الفرصة لوجود حلول جذرية لتلك المشكلات. من جانبه، أوضح أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي أن المشكلات البيئية كثيرة جداً وخطرة، معتبراً ما هو حاصل في حي"الخمرة"في جدة يجعل منها أكثر منطقة مهددة بنتائج التلوث، إضافة إلى كثرة المياه الجوفية في منطقة مكةالمكرمة عموماً، ومسببات التلوث في منطقة المطار في جدة نتيجة لوجود مرامي النفايات هناك، فضلاً عن عدم التعامل الجيد مع مياه الصرف الصحي وبحيرة المسك. مشدداً على أن الحكومة السعودية دفعت من أجل إصحاح البيئة 800 مليون ريال لإنشاء محطة معالجة لبعض الأودية الملوثة بيد أنه لم يتم علاج أي شيء. وعزا عشقي أسباب انتشار كثير من الأمراض مثل الكبد الوبائي وحمى الضنك والسرطان بأنواعه إلى عدم وجود الوعي البيئي، ملمحاً إلى أن استمرار التلوث البيئي في المنطقة يسهم بشكل مباشر في تفشي مثل هذه الأمراض وغيرها، خصوصا في المنطقة التي ترتفع فيها معدلات التلوث.