هذا الإنجاز العالمي المشرِّف الذي حققه منتخب المملكة العربية السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم الدعم والاهتمام والتشجيع الذي يحظى به قطاع الشباب والرياضة في المملكة خصوصاً، هذه الفئة الغالية من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظهم الله. حين حقق منتخب المملكة العربية السعودية لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة بطولة كأس العالم لكرة القدم للإعاقة الذهنية لأول مرة في ألمانيا 2006 شكل حدثاً تاريخياً مشرفاً للرياضة السعودية والعربية والإسلامية، وتفاعلت معه وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية على أنه حدث رياضي يحمل في طياته عنصر المفاجأة، بعد أن فاجأ الجميع بعروضه الرائعة التي أبهرت كافة النقاد والمتابعين الرياضيين وأوصلته إلى هذا الإنجاز العالمي الكبير... ولم يكن يعلم الجميع أن"المفاجأة"غير موجودة في قاموس عنونه أبطالنا ب"نحن أبطال العالم للمرة الثانية على التوالي"، ومضامينه عندما تتفوق الإرادة وتتجلى روح التصميم في ميدان المنافسة، وساحة التحدي يكون ثمن ذلك النجاح والمضي قدماً في رحلة الإنجازات والزعامة بكل جدارة، وها هم أبطالنا يبرهنون في جنوب أفريقيا 2010 أن الإعاقة الذهنية والجسدية ما هي إلا دافعاً قوياً ومحفزاً نحو معانقة المجد وبلوغ القمة العالمية. وإذا كان بلوغ إنجاز رياضي عالمي بحجم بطولة كأس العالم للإعاقة الذهنية ولمرتين متتاليتين في ظل وجود منافسة قوية من منتخبات عالمية ذات باع طويل في هذه الرياضة، فإن ذلك ليؤكد حجم العمل الموفق والتخطيط السليم الذي يبذله زملائي أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن بعدهم الأجهزة الإدارية والفنية المشرفة على إعداد المنتخب السعودي لهذه المهمة العالمية وما يحملونه من رغبة أكيدة في استثمار الإمكانات المتاحة وتصميم قوي من أجل إبراز اسم الوطن رياضياً وزرع الطموح في نفوس أبطالنا الذين برهنوا للعالم بظهورهم المشرف أحقية وتطور الرياضة السعودي... الأمر الذي يحملنا مزيداً من المسؤولية ويعزز لدينا القناعة بضرورة تعزيز مكاسب الرياضة السعودية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة والتخطيط لمستقبلها وتهيئة مزيد من الإمكانات التي تمكنها من مواصلة الإنجازات والتفوق. ولا يسعني في الختام إلا أن أرفع الشكر والامتنان لقيادتنا الرشيدة على ما توليه من دعم وتشجيع لجميع مكونات الرياضة السعودية، وبصفة خاصة رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، ما كان له بالغ الأثر في ما تحققها لها من إنجازات ومعطيات مشرفة... كما أشكر كل من أسهم في دعم ومساندة المنتخب السعودي في رحلته نحو الإنجاز العالمي، وأخص بالذكر إعلامنا الرياضي الذي كان مؤازراً ومواكباً لمشوار الأبطال منذ مرحلة الإعداد وحتى مشاركتهم في منافسات المونديال، وما أعقبها من فعاليات للاحتفاء بهذا المنجز العالمي. سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير بلادنا... وما يحقق لشبابها مزيداً من الرقي والتفوق. * الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة