تسبب ضباب"مفاجئ"غطى سماء المنطقة الشرقية صباح أمس، في انعدام الرؤية الأفقية، ما أدى إلى إلغاء ثلاث رحلات محلية كانت ستقلع من مطار الملك فهد الدولي في الدمام، وتحويل أخرى دولية إلى مطار آخر، وتأخر وصول 4 رحلات. كما تسبب في وقوع نسبة كبيرة من حوادث السير التي شهدتها المنطقة أمس، بعد تدني الرؤية الافقية، وذلك من أصل 300 حادثة مرورية وقعت يوم أمس. كما ساهمت الأجواء في تأخر آلاف الموظفين عن أعمالهم، والطلاب إلى مدارسهم، التي شهدت بعضها"غياباً ملحوظاً". ورصدت"الحياة"مئات المركبات المتوقفة على جانب الطريق، لخوف قائديها من التعرض إلى حوادث مرورية، في الوقت الذي غابت فيه الجهات الأمنية، خصوصاً دوريات أمن الطرق، عن الشوارع الرئيسة، ما ساهم في تعطل حركة السير في بعض الطرق، إضافة إلى عدم توقف الشاحنات الذي أربك حركة السير في شكل كبير. وسجلت شوارع المنطقة الشرقية، مجموعة من الحوادث المرورية، بلغت بحسب مصادر مرورية"نحو 300 حادثة، لم تسجل إصابات تُذكر"، وذلك في كل من الدمام، والخبر، والقطيف، والجبيل، ورأس تنورة. فيما شهد عدد من الطرق ارتداداً واختناقات في مستوى الحركة المرورية، نتيجة لتلك الحوادث التي باشرتها الدوريات المرورية. بدورها، قال مدير مطار الملك فهد الدولي في الدمام المهندس خالد المزعل:"ألغي إقلاع ثلاث رحلات وتأخر وصول أربع أخرى، جميعها محلية، فيما جرى تحويل رحلة دولية كانت قادمة من القاهرة، إلى مطار آخر"، مشيراً إلى استئناف حركة الطيران"بعد تحسن الأوضاع الجوية". وأكد الناطق الإعلامي في حرس الحدود في المنطقة الشرقية العميد محمد الغامدي،"عدم وجود حوادث بسبب الأجواء الضبابية". وقال:"إن هناك آلية نتبعها في مثل هذه الأجواء، إذ يتم منع أصحاب القوارب الصغيرة، خصوصاً التي لا تحوي أجهزة ملاحية، وتعتمد على الرؤية البصرية فقط. فيما يتم تنبيه المراكب الأخرى إلى أهمية الاحتراز في مثل هذه الأوقات، خصوصاً أصحاب القوارب المتواجدين في وسط البحر"، مضيفاً"نكون على أهبة الاستعداد، لتقديم أي مساعدات عاجلة". وكشف الغامدي، ان"نسبة التصاريح اليومية للقوارب تتفاوت بين 350 إلى 550 قارباً. فيما يتم منع القوارب من دخول البحر في بعض الموانئ بحسب ما يراه ضابط الميدان، في حال وجود أجواء ضبابية". وقال الناطق الإعلامي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، في تصريح ل"الحياة":"تشهد المنطقة الشرقية خلال هذه الأيام حالات شبيهة بالضباب، نظراً لارتفاع نسبة الرطوبة في المنطقة"، مضيفاً أنه"ساهمت في تدني الرؤية الأفقية لأقل من كيلومتر، ما يساهم في وجود الأجواء الضبابية في ساعات الصباح، التي تستمر حتى الثامنة والنصف، وتحديداً حتى ارتفاع أشعة الشمس". وأضاف القحطاني،"تزداد نسبة الرطوبة خلال الليل والصباح الباكر على طول الساحل الشرقي للمملكة، وعلى الأجزاء الوسطى من الساحل الغربي، ما قد يساعد على تكّون الضباب على تلك المناطق، إذ يعود بقاء الأجواء الضبابية لعدم وجود رياح نشطة، ما يساهم في بقاء هذه الأجواء، خصوصاً في الطرق السريعة والمفتوحة". وأكد أن الجهات الأمنية المختصة هي"المسؤولة عن تبيلغ المواطنين بمثل هذه الأجواء، خصوصاً إدارة الدفاع المدني. إذ نقوم بتبليغها، والمرور، وحرس الحدود، بهذه التقلبات المناخية، من أجل أخد التدابير اللازمة، والتعامل مع المواطنين بحسب الاختصاص، وفي شكل عاجل". وأكد ان موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة"قام بنشر بيان يوم أمس الاثنين، حذر فيه من مثل هذه الأجواء". وتأتي هذه الموجة بعد أن شهدت المنطقة الشرقية مجموعة من الحوادث، قبل نحو عامين، خلفت ثلاث وفيات، وإصابة نحو 24 شخصاً، نتيجةً لحوادث سير وقعت بين 75 سيارة. وكان السبب الرئيس فيها الضباب الذي لفّ المنطقة حينها. سائقون توقفوا بعد إغلاق الطريق... وفي الإطار الضباب منع الرؤية الأفقية.