أجمل ما كان في مباراة منتخبي لبنان والكويت لكرة القدم على ستاد مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، لوحة الجمهور العريض الذي زيّن المدرجات و"عطّر" الأجواء بمؤازرته، وهو ما افتقدته الملاعب اللبنانية منذ ستة أعوام. حوالى 30 الف متفرج بينهم نحو 500 كويتي إحتشدوا وشجعوا وآزروا، ما زاد من إثارة اللقاء ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية في الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 في البرازيل، الذي إنتهى بالتعادل بهدفين لكل منهما. وسجل للبنان حسن معتوق (14 و86 من ركلة جزاء)، وللكويت مساعد ندا (50) ومحمد باقر يونس (88 خطأ في مرمى فريقه). وكانت كوريا الجنوبية تغلبت على الإمارات 2-1 في سوون ضمن المجموعة ذاتها، وبذلك احتفظت كوريا بصدارة المجموعة برصيد 7 نقاط، بفارق نقطتين أمام الكويت، يليهما لبنان وله 4 نقاط، ولا تزال الإمارات أخيرة من دون رصيد. وتلتقي الكويت لبنان على أرضها والإمارات مع كوريا الجنوبية في العين، ضمن الجولة الثالثة في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ولعب المنتخب اللبناني بطريقة هجومية حيث وضع المدرب الألماني ثيو بوكير هيثم فاعور في مركز الإرتكاز وأمامه الثنائي رضا عنتر وعباس أحمد عطوي وحسن معتوق في الميسرة ومحمود العلي في الميمنة ومحمد غدار كمهاجم صريح، فيما تشكل الخط الدفاعي من الرباعي يوسف محمد ورامز ديوب كظهير أيسر وبلال شيخ النجارين ومحمد باقر يونس كظهير أيمن، مع زياد الصمد في حراسة المرمى. أما في المنتخب الكويتي والذي غلب طابع الحذر على أدائه فركز مدربه الصربي غوران توفيدزيتش على الناحية الدفاعية بإشراكه أربعة لاعبين في الخط الخلفي، هم: مساعد ندا وعامر معتوق وفهد عوض وحسين فاضل، يساندهم فهد إبراهيم وطلال العامر كلاعبي ارتكاز، وفي الوسط يوسف ناصر وحسين الموسوي في اليسار وفهد العنزي في اليمين، مع بدر المطوع كمهاجم وحيد. بانت السيطرة للبنان في الدقائق الأولى لكن دون أي خطورة أو فعالية أمام المرمى الى أن حانت الدقيقة 14 عندما استلم حسن معتوق الكرة في الجهة اليسرى وتوغل داخل المنطقة الكويتية ثم تبادل الكرة مع عباس عطوي وسددها رائعة الى يسار الحارس الكويتي نواف الخالدي. أيقظ الهدف اللاعبين الكويتيين الذين تخلوا عن حذرهم وحاولوا مباغتة الشباك اللبنانية، ونظراً للصعوبة البالغة في اختراق الدفاع المتماسك لجأوا إلى التسديد البعيد. واستهل "الأزرق" الشوط الثاني مهاجماً، إذ بدّل توفيدزيتش حسين موسوي بعبدالعزيز المشعان، وتابع يوسف ناصر كرة برأسه أنقذها الصمد بمساعدة العارضة (49)، وإخترق فهد العنزي المنطقة اللبنانية من الجهة اليمنى وعكس كرة أمام المرمى أخطأ الدفاع في إبعادها لتجد رأس مساعد ندا الذي وضعها في الشباك (50). وحصل البديل أكرم مغربي على ركلة جزاء إثر إعاقته من حسين فاضل، إنبرى لها معتوق وسدد الكرة بنجاح في الزاوية اليسرى (86)، لكن محمد باقر يونس أدرك التعادل للكويت بتسجله هدفاً من طريق الخطأ في مرمى بلاده بعدما حول عرضية بدر المطوع إلى الشباك (88). والواضح أن "الأزرق" تسلّم زمام المبادرة حين ضعفت لياقة اللبنانيين ولم تعد خطوطهم متمتاسكة فنجح في إيجاد ثغرات داخلها. كما أن تراجع التركيز أدى عند أصحاب الرضى أدى إلى تحقيق التعادل. ويبقى المهم أنهم استفاقوا من الصدمة وتمكنوا من الصمود حتى صافرة النهاية. وكان توفيدزيتش صريحاً في تحليله المختصر للوقائع الميدانية، إذ لفت إلى سوء أداء في الشوط الأول خصوصاً من ناحية تسلّم الكرة. واعتبر أن الموقف إختلف في الشوط الثاني ولعب الجمهور اللبناني دوراً مؤثراً جداً وكاد فريقه يفوز. وقال: "سندرس جيداً مجريات المباراة لنجد الحلول في اللقاء المقبل". وأبدى بوكير اسفه للتفريط بالفوز، وسعادته في الوقت عينه لعودة الحيوية إلى المدرجات ولتطور أداء فريقه في أقل من ثلاثة اشهر، "وعلى رغم هناك عمل كثير يتنظرنا، وسنعمل على تعزيز التشكيلة لبلوغ توليفة مقتدرة ومنسجمة ومقاتلة في آن"، مشيراً إلى سعي لضم وجوه مغتربة مميزة، لذا "نجري اتصالات مع لاعب وسط مميز في النروج وحارس مرمى في أستراليا".