تعاني مقبرة الكرعمي الحدودية الواقعة شمال محافظة الحرث في منطقة جازان من اختفاء ملامحها، بسبب عدم وجود سور يحميها، إذ أصبحت عرضة لعوامل التعرية التي أظهرت بعض رفات الموتى، كما اصبحت مشرعة أمام الدواب ترعى فيها كما تشاء، ولا يكاد يوجد فيها موطئ قدم إلا وفيه أثر لمهرب أو مجهول هوية. ويذكر أحد سكان القرية أحمد الكعبي أنه وجد قبل فترة رفات موتى ظاهراً، ما اضطر البعض للحفر مجدداً ودفنه، مشيراً إلى أن الرياح تسببت في ذلك بعد أن جرفت التربة، لعدم وجود سور يصدها. ويوضح محمد هزازي أن أهالي القرية اتفقوا سابقاً على جمع صدقة من المال لتسوير المقبرة، ولكن لضيق ذات اليد لم يتمكنوا من جمع قيمة السور الذي سيكلفهم فوق طاقتهم. من جانبهم، ناشد سكان القرية القريبون من المقبرة المسؤولين في أمانة منطقة جازان وبلدية الحرث بالتجاوب مع هذه الحالة الإنسانية والمخالفة للشريعة الإسلامية، وسرعة تسوير المقبرة للحفاظ على حرمة الموتى والقبور من وطأة أقدام المجهولين الذين لا يعرفون طبيعة القرية وموقع المقبرة، وبعض الحيوانات التي وجدت في هذه المقبرة مرتعاً خصباً، فأخذت تتردد عليها من حين لآخر.