تعيش أم عبدالحميد وهي سيدة سعودية في العقد الخامس من عمرها في بيت صغير جداً لا تتجاوز مساحته 40 متراً. وعلى رغم ضيق مساحة منزلها إلا أنها راضية بما قسمه الله لها، مؤكدة أن الأهم لديها هو الإحساس بالأمان، وان هناك بيتاً يسترها هي وابنتها. قدر الله أن تحمل أم عبدالحميد مرارة الهم وقل الحيلة، فهي سيدة كبيرة في السن وعاجزة عن العمل وتعاني أوضاعاً مادية ونفسية سيئة. تقول أم عبدالحميد ل"الحياة":"أنا سيدة سعودية بالكاد أعيش أنا وابنتي على ما يأتيني من الضمان الاجتماعي فقط، حتى ابنتي لا يأتيها من الضمان شيء، ومع ذلك لم نشتكي أو حتى نتذمر فهذا قدر كتبه الله لنا ولكن ما يكسر ظهري ويشعرني بالحسرة هو أن صاحب المنزل يريد إخراجنا من البيت لأن عليه أمر إزالة"وتتابع:"المشكلة أننا ليس بمقدورنا الانتقال إلى سكن آخر فتكاليف الانتقال باهظة وليس معنا ثمن إيجار المنزل، وفوق هذا كله يطالبنا صاحب العقار بسداد الإيجار المتأخر علينا". وتستطرد باكية:"حين سمعت أمر الإزالة حاولت أن أذهب إلى الأمير خالد الفيصل بالإمارة لأشكو معاناتي فأنا أخشى أن أكون بين طرفة عين في الشارع أنا وابنتي وأنا ابنة هذا البلد ولم يحالفني الحظ على رغم صعوبة تنقلي، وكما ترون أتعب من السير على أقدامي وليس هذا فقط حتى حين ذبحنا الحر القاسي والعرق يتصبب منا لم نستطع إصلاح المكيف على رغم أن إصلاحه يكلفنا 200 ريال وليس عندنا حتى المال القليل لنصلحه". بصوت خافت وحزين تقول الابنة أمل:"عانينا الأمرّين في هذه الدنيا، فوالدتي فجعت بوفاة جميع أشقائي، وليس لنا دخل سوى الضمان الذي لا يكفينا، ولكم أن تتخيلوا أننا نتقاسم الخبز أنا ووالدتي المسنة التي أرهقتها الحياة"، مستدركة:"نحن نرضى بما كتبه الله لنا، لكننا نتمنى الوقوف معنا في محنتنا، صحيح أننا فقدنا سندنا جميعاً، ولكن أملنا بالله كبير، صدقوني لم نذق للفرح طعماً فالمصائب متوالية والأحزان مستمرة ويريدون إخراجنا من سجننا الصغير، لنا رب يقف معنا ولنا إخوة يساعدونا بإذن الله". أم عبدالحميد ليس لها في الدنيا من يعولها ويقوم بالاهتمام بها سوى ابنتها، فقد كان لها من الأولاد خمسه كلهم توفوا آخرهم مات بحادثة سيارة هو وأطفاله وما زالت الحياة تقسو عليها وتمتحن صبرها، وكل ما ترجوه من القلوب الرحيمة أن تقف معها هي وابنتها وتنظر إليها بعين الرحمة، فهي لا تريد إلا الستر والابتعاد عن الشارع، وتناشد فاعلي الخير مساعدتها في الحصول على منزل تقضي فيه بقية عمرها.