بخلاف الحال في مدن أخرى، تبدو جدران مدارس حفر الباطن، نظيفة وخالية من الكتابات المشوهة، التي تنتشر على جدران معظم المدارس السعودية. وذلك بعد تجربة طبقتها أخيراً، إدارة التربية والتعليم بنين في محافظة حفر الباطن، ساهمت في الحد من ظاهرة الكتابة على الجدران المدرسية، تمحورت في مسابقة"المحافظة على المظهر الجمالي للمبنى المدرسي"، تقوم على كتابة أسماء الله الحسنى على جدران المدارس. ومن أوائل المدارس التي طبقت هذا المشروع، مدرستا"عبدالله بن رواحة الابتدائية"، و"الإمام النسائي الثانوية"، وتبعتها معظم مدارس حفر الباطن. وأوضح مدير"ابتدائية عبدالله بن رواحة"مطلق البطيحان، ان الفكرة"ساهمت في شكل كبير، في إعطاء المدرسة شكلاً جمالياً وروحانياً، بخلاف ما كانت عليه سابقاً، إذ كانت جدرانها تمتلئ بالكتابات والعبارات التي يحمل بعضها إساءات وخدشاً للحياء، وفي كل مرة، يتم صبغ جدران المدرسة، تعود الكتابات مرة أخرى". وأضاف البطيحان"بحكم أن شعبنا ومجتمعنا محافظ منذ نعومة أظفاره، لذا تم اقتراح وضع أسماء الله الحسنى على جدران المدرسة، لكي تكون خير بديل للكتابات، وفعلاً آتت التجربة ثمارها، فبعد كتابة أسماء الله الحسنى تخلصنا بشكل نهائي من العبارات المسيئة والخادشة، وهذا يدل على البذرة الطيبة التي يزرعها الأهالي في الأبناء، ومهما تكن لديهم تصرفات مسيئة، غير أنهم يملكون وازعاً دينياً يجعلهم يحترمون وجود أسماء الله عز وجل على الجدران، وعدم تدنيسها أو تشويهها". وأطلق المسابقة قسم التوجيه والإرشاد في"تربية حفر الباطن"، الذي خصص جوائز تشجيعية للمدارس التي"تحافظ على المظهر الجمالي للمبنى المدرسي"، بحسب رئيس القسم هادي الظفيري، الذي عزا الخطوة إلى"رغبة الإدارة في غرس قيمة المحافظة على الممتلكات العامة وصيانتها من الإتلاف والتشويه، في نفوس الطلاب، بما يتوافق والتوجيهات الوزارية، خصوصاً فيما يتعلق بالحد من الكتابة على الجدران". وشكل قسم التوجيه لجنة رئيسة ولجاناً فرعية، تهتم في تقويم المدارس، وفق استمارة أرسلت إلى جميع مدارس المحافظة. وقال مدير الإعلام التربوي زبن الشمري:"إن غالبية المدارس شملها البرنامج، والبقية ستطبقه في القريب العاجل". ولقيت تجربة مدارس حفر الباطن، أصداء"إيجابية"حتى خارج المحافظة، إذ وجه وكيل إمارة المنطقة الشرقية زارب القحطاني، أمانة الشرقية، ب"الاستفادة من لوحات الإعلانات المضيئة في الشوارع، لتسليط الضوء على هذه الظاهرة". فيما دعا الإدارة العامة للتربية والتعليم بنين في المنطقة إلى"تعميم هذه التجربة على جميع مدارس الشرقية". واقترح على فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الشرقية،"الاستفادة من المساجد كمنبر للفت أنظار المجتمع المحيط في المدرسة إلى الآثار السلبية للكتابة على الجدران، من تشويه للمظهر، وهدر للمال العام".