اليوم، يعود"مناحي"، لكن بعرضين، وليس بعرض واحد. ولا يزال المنظمون يصرون أنهم لم ولن يمنعوا أحداً يملك تذكرة من الدخول، وأنهم لا يحكمون على الناس بأشكالهم. منذ عرض فيلم"مناحي"في الرياض السبت الماضي، والصحافة لم تتوقف عن متابعة أحداثه وتبعات عرضه. أكثر من 250 رابطاً إلكترونياً، تتحدث عن حدث عرض الفيلم في الرياض، وماذا حصل يومي السبت والاثنين. لماذا يثير"مناحي"كل ذلك؟ الفيلم بشهادة نقاد ومتابعين كُثر لا يتجاوز كونه وجهاً آخر يعكس الضعف في المسلسلات السعودية. لكن هل هو الفيلم ذاته أم الحدث من يثير كل هذا؟! ولماذا يعترض البعض على عرض فيلم يباع في أقراص مدمجة رسمياً في محال بيع الأفلام في السعودية؟ وما حقيقة المعترضين وماذا فعلوا يوم السبت والاثنين؟ وكم أعدادهم؟! نروي هنا التفاصيل الحقيقية والمؤكدة والتي جمعناها من مصادر رسمية. بدأت الأحداث يوم افتتاح العروض، وهو اليوم الذي خصصته الجهة المنظمة روتانا للإعلاميين فقط، لكنها لم تمنع من جاء للحضور من شراء تذكرة والدخول. وبحسب مصدر فإن عدد الحضور في أول يوم وصل إلى 800 شخص، وهو ما لم يكن متوقعاً، وكان وراء ذلك ربما الرسائل القصيرة التي وزعتها حملة"نبي سينما"داعية إلى حضور الفيلم لدعم فكرة وجود دور سينما في العرض. وعن الكراسي الكثيرة الشاغرة قال أحد المشاركين في التنظيم للعرض:"إن القاعة تتسع لنحو 3000 آلاف مشاهد، لكنهم قصروا بطلب من روتانا الحد الأعلى للحضور على 1500، لأن فنيي روتانا اعتبروا أن بعض المقاعد لا تمكن مشاهدة الفيلم من خلالها بوضوح". قبل أن يبدأ الافتتاح، وبمجرد انتهاء من حضر إلى المركز من الصلاة ? صلوا على دفعتين بسبب الازدحام ? بادر أحد المصلين بمناصحة المصلين علنياً داخل المسجد، لكن المصلين تركوه وخرجوا واكتفى الصحافيون بسماع ما كان يقوله من تذكير بالوعيد والعقاب، ولم يتدخل أمن روتانا ولا الأمن الرسمي:"احتراماً لحرمة المسجد، وإيماناً منهم بحقه بالمناصحة بهدوء ومن دون إثارة فوضى"، ولم يتخذوا أي موقف تجاهه حتى حين خرج من المسجد. وبمجرد أن أطلق المنظمون الضوء الأخضر لبداية الافتتاح وحين همّ فايز المالكي بطل الفيلم بالمشي على السجاد الأحمر، همّ أحد"المعترضين"بقذف فايز بعبارات مثل:"عبد الدينار والدرهم... ومشيع المجون والفسوق..."، وذلك عن بعد، ومن خلف أمن روتانا، وأوقفه مدير العلاقات والإعلام، وتهجّم المعترض بذات الكلمات على هذا الأخير، واجتمع فجأة إلى جانبه مجموعة لم يتجاوزوا ال9 أشخاص كتأكيد لموافقة رأيهم لرأيه، وانطلق هذا المعترض باتهامات تجاه المنظمين ورجال الأمن بإشاعة الفساد، وحكم عليهم بدخول النار علنياً، فيما تلاسن بعض زملائه مع الصحافيين والمصورين وهددوا مصور الزميلة"جريدة الرياض"بكسر كاميرته، لأنهم لا يريدون أحداً أن يصورهم! وتم اقتياد المجموعة إلى خارج مبنى المركز، إذ تهجّم وتلاسن اثنان منهم على رجال الأمن وكالا الاتهامات عليهم، ما دفع رجال الأمن إلى إيقافهما، فيما طالب الآخرون بارجاع قيمة التذاكر ليخرجوا، وهو ما حدث فعلاً. أما عرض الاثنين، فكان أكثر هدوءاً على رغم وقوع أحداث، لكن بعيداً من عين العامة والصحافة، إذ وبحسب مصادرنا، دخل 9 معترضين قاعة العرض، وحين بدأ الفيلم وبعد انتهاء المقدمة التي كانت الموسيقى أساسها، وقف اثنان منهم محاولين الكلام بصوت عال، بهدف إحداث الفوضى، وقبل أن يكملا أول عبارة ومن دون أن يلتفت إليهما أحد من الجمهور وقف الخمسة الآخرون، وبادر رجال أمن روتانا في الصالات إلى إخراجهم بهدوء إلى خارج قاعة العرض، وهناك قابلوا مسؤول التنظيم، بعد أن أحاط رجال أمن المنظمين بهم، وقالوا:"إنهم لم يفعلوا شيئاً، وأنهم خرجوا لأنهم يرفضون الموسيقى"، وطلبوا أن يتحدثوا مع المسؤول ليعبروا عن رأيهم بهدوء، في الوقت الذي لم يفعلوا ذلك داخل الصالة، لكن محاصرتهم دفعتهم إلى تغيير طريقة كلامهم. وفي الخارج ومع رجال الأمن، اصطدم هؤلاء الذين لم يتجاوز بعضهم العشرين عاماً،"كلامياً"برجال الأمن، وتلفظوا عليهم، ما دفع رجال الأمن إلى إيقاف اثنين كانت ألفاظهم"بذيئة جداً"وطلبوا من الآخرين بلطف أن يخرجوا ويتوقفوا عن"التلسن"وإلا كان مصيرهم مثل زملائهم، وانسحب هؤلاء أيضاً، ليرتفع عدد الموقوفين إلى أربعة بعد عرضي الاثنين والسبت. لكن، ما قصة التجمهر خارج المركز ومنع بعض"المعترضين"من الدخول؟! صرح بعض المعترضين الذين تجمهروا خارج المركز بأنهم حضروا قبل ساعة من موعد العرض، ومنعهم رجال الأمن والمنظمون من الدخول، كما أضافوا أن المنظمين أوقفوا بيع التذاكر بسببهم، وهو ما نفاه بشدة المتحدث الرسمي ل"روتانا"ورجال الأمن، وكذلك لم تشهد"الحياة"أي تجمهر خارج المركز قبل بداية العرض، ورواية المنظمين الرسمية تقول:"أوقف بيع التذاكر خارج المركز بعد بداية العرض بعشر دقائق، والمتجمهرون بالخارج لا يملكون تذاكر، على رغم أن التذاكر تباع أيضاً في مركزي المملكة والفيصلية من دون تمييز، كما أن هؤلاء المعترضين وصلوا بعد إيقاف بيع التذاكر وكان ذلك عند الساعة 8:55 مساء، وكل من كان يملك تذكرة دخل بإرادته حتى بعد بداية العرض بساعة، لكننا كجهة منظمة اقترحنا على من لا يملك تذكرة أن يحضر يوم الخميس، وأوقفنا البيع لكل الناس لأنه غير منطقي بعد بداية الفيلم، وأبلغنا من تجمهروا بذلك ودعوناهم إلى حضور الفيلم يوم الخميس باكراً". وبعد ذلك أقام المتجمهرون حلقة ذكر ووزعوا"كاسيتات"للجمهور الذي خرج من الفيلم، ولم يمنعهم المنظمون أو رجال الأمن، حتى غادروا بأنفسهم. وربما يلاحظ من ذلك أن معظم هؤلاء الشبان ادعوا أو ظنوا السوء بالمنظمين ورجال الأمن الذين لم يسيئوا إليهم وتعاملوا معهم كما يتعاملون مع كل الجمهور. فللأمر علاقة بصراع فكرين مختلفين! على أية حال ينتظر اليوم الجمهور عرضين اثنين ل"مناحي"، وسط إجراءات أمنية مشددة، ووسط تأكيد من الجهات المنظمة بأنها لن تمنع أحداً من الدخول، لكنها ستتعامل بحزم أكبر مع من يحاول تجاوز حدوده وإثارة الفوضى وتجاهل القوانين، وهذا هو المعمول به في أي بلد من بلدان العالم. لبنانيون وفرنسيون يشاركون في حملة"نبي سينما" وصل عدد الأعضاء المنتمين إلى حملة"نبي سينما"على"الفيس بوك"إلى نحو 426 عضواً، حتى كتابة هذا الخبر خلال نحو عشرة أيام من انطلاق الحملة، وأقل من خمسة أيام من الإعلان عنها رسمياً. وتهدف المجموعة أو الحملة بحسب صفحتها:"إلى جمع أكبر عدد من الأعضاء الذين يرغبون في وجود دور سينما في مدن السعودية. وذلك لإيصال صوتنا إلى المسؤولين من خلال الإعلام، لتحقيق رغبة يُعارضها قلة من دون سبب مقنع، ونحن بمجرد إيصال صوتنا نثبت حضاريتنا، حتى لو لم تتحقق رغبتنا، على الأقل نريد أن يُسمع صوتنا". واللافت هو مشاركة أعضاء من دول مختلفة في الحملة مثل: فرنسا ولبنان والأردن وفلسطين ومصر والكويت والإمارات... ولوحظ في لائحة الأعضاء أسماء إعلاميين وفنانين ومذيعين ومذيعات سعوديين. وتأكد بحسب الصفحة أن مؤسسة الحملة هي فتاة تدعى سارة، وتطلق على نفسها اسماً مستعاراً، هو"فتاة السينما". النادي الأدبي يعلن عن عروض أفلام أسبوعية أعلن النادي الأدبي في الرياض، عن خطة جديدة لإقامة عروض سينمائية أسبوعية طوال حزيران يونيو الجاري، ضمن اتفاق وقّعه النادي أخيراً مع الاتحاد الأوروبي، وتم فصل قاعة العرض الرئيسية في النادي بستار حاجز من المنتصف، لتتمكن النساء من مشاهدة الفيلم في المكان ذاته. ونفى رئيس النادي الدكتور سعد البازعي تعمد اختيار وقت أول العروض تزامناً مع عرض فيلم"مناحي"، مشيراً إلى أن خطتهم كانت معتمدة من قبل. وكان النادي بدأ في تنفيذ خطته في العروض - مجاناً - الأحد الماضي أي بين عرضي مناحي السبت والاثنين، بعرض الفيلم الإسباني"المباراة الأخيرة"، في حضور المستشار الثقافي في السفارة الإسبانية فيرناردوا بيليثا. وبدأ العرض بإلقاء بيليثا كلمة قدم فيها معلومات متفرقة عن الفيلم، الذي تحكي قصته في إطار كوميدي ثلاث قصص منفصلة بسرد متوازٍ عن ثلاث قبائل، من المغول ونيجيريا وغابات الأمازون، أثناء وقت المباراة النهائية لكأس العالم 2006، وسعيهم لمشاهدة المباراة في مناطق نائية كالصحارى والغابات. وكان المستشار الثقافي في السفارة الإسبانية صرح لإحدى الصحف بأن اختيار هذا الفيلم يؤكد إيمان السفارة الإسبانية بالدور الثقافي الذي تلعبه السينما، واصفاً الشعب السعودي بالمجتمع المنفتح على الثقافات الأخرى. وأكد في نهاية حديثه أن الفيلم سيعرض في الأيام المقبلة في جدة والدمام.