تعود"منظمة الدول المصدرة للنفط"أوبك التي اختارت أول من أمس في فيينا الإبقاء على سقف إنتاجها، إلى التفاؤل مع اشارات مشجعة ترى أنها ترتسم في الأسواق، فيما حذر محللون من ان الأمر قد لا يتعدى تحسناً موقتاً. وعزت المنظمة التي تضخ 40 في المئة من اجمالي النفط في الاسواق العالمية، قرارها إبقاء سقف الانتاج عند 24.84 مليون برميل يومياً، إلى المراهنة على تحسن الطلب لاستيعاب فائض العرض الحالي في السوق، بينما يعود سعر برميل النفط إلى الارتفاع متجاوزاً عتبة 60 دولاراً. وأكدت أرقام مخزون النفط في الولاياتالمتحدة الاجتماع، تفاؤل الدول ال12 الاعضاء في المنظمة. وبحسب الارقام التي نشرتها وزارة الطاقة الأميركية، تدهور مخزون النفط الخام الأميركي الاسبوع الماضي بشدة لم تكن متوقعة، ما أدّى إلى قفزة في سعر برميل النفط إلى 64.99 دولار في نيويورك، الأعلى منذ أكثر من ستة أشهر. وقال الامين العام ل"أوبك"عبدالله البدري في معرض الحديث عن الشعور العام السائد لدى الدول الاعضاء:"صحيح ان السوق تفيض بالامدادات، لكننا نرى بريقاً في نهاية النفق. هناك تحسن بطيء"في الاقتصاد. وتوقع ان تبلغ أسعار النفط ما بين 70 و75 دولاراً للبرميل بحلول نهاية 2009. وكان وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أشار إلى ان ارتفاع الاسعار"اشارة تفاؤل"على التحسن الاقتصادي العالمي، ورأى ان السوق تتجه إلى التوازن، خصوصاً بفضل طلب آسيوي مرتفع. واثناء الشتاء الماضي، خفضت"أوبك"بقوة سقف انتاجها بواقع 4.2 مليون برميل يومياً في محاولة لوقف تدهور أسعاره التي تراجعت إلى 32.40 دولار في كانون الاول ديسمبر بعيداً جدا ًمن الرقم القياسي الذي سجلته في تموز يوليو، وهو 147 دولاراً. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية عن مندوب إيران الدائم لدى"أوبك"محمد علي خطيبي، انه يشعر بقلق من احتمال انخفاض أسعار النفط في الأجل الطويل بسبب تخطي العرض الطلب في السوق. وقال وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز بعد اجتماعه برئيس الوزراء الياباني تارو آسو، ان الطلب على النفط يتحسن تدريجاً وأن أسعار النفط سترتفع إلى نحو 70 دولاراً للبرميل بحلول نهاية السنة. وبلغ سعر النفط مستوى قياسياً في ستة أشهر فوق 65 دولاراً للبرميل، مقترباً من تحقيق أكبر ارتفاع شهري بالنسبة المئوية في أكثر من 10 سنوات، بعد ان أظهرت بيانات حكومية انخفاضاً مفاجئاً في مخزون الخام الأميركي وقرار"أوبك"الابقاء على مستوى انتاجها من دون تغيير. وقفزت أسعار النفط 28 في المئة هذا الشهر مدعومة بآمال في انتعاش الاقتصاد العالمي في وقت لاحق هذا العام وتوقعات من جانب السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، بارتفاع الأسعار.