فيينا، لندن - أ ف ب، رويترز - قررت «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) أمس الإبقاء على سقف انتاجها الحالي، الأدنى منذ 2003، في وقت بدأ الاقتصاد العالمي وأسعار النفط في التعافي نسبياً. وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي، ان وزراء النفط في الدول الأعضاء في المنظمة اتفقوا خلال اجتماعهم في فيينا على ابقاء سقف انتاج النفط الحالي البالغ 24.84 مليون برميل يومياً من دون تغيير. واتخذت «أوبك»، التي تأمل بأن يصل سعر البرميل إلى 75 دولاراً ليتمكن المنتجون من الاستثمار في التنقيب والإنتاج، منحى برغماتياً بقرارها الإبقاء على حصص الإنتاج على حالها. فهي لا تريد ان تبدو فاقدة الصبر خشية تقويض ارتفاع المؤشرات الاقتصادية. وبين ايلول (سبتمبر) وكانون الأول (ديسمبر)، قررت «أوبك» التي تؤمّن 40 في المئة من النفط العالمي، سحب 4.2 مليون برميل يومياً من السوق بهدف وقف انهيار أسعار النفط التي تدنت الى 32.40 دولار للبرميل. وحددت سقف انتاجها ب24.84 مليون برميل يومياً. ولفت النعيمي الى بعض المؤشرات الإيجابية في الأسواق النفطية التي تشهد منذ شهور تقلبات حادة. وقال الوزير، الذي تعد بلاده اكبر منتج عالمي للنفط، ان الارتفاع الأخير لأسعار النفط التي تحوم حول 60 دولاراً، يشكل «مؤشر تفاؤل» على استعادة الاقتصاد العالمي عافيته. ورأى وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل ان «الأسعار تستقر بل ترتفع. نحن نعتقد ان الوضع الاقتصادي سيتحسن وبالتالي الطلب سيرتفع». وأضاف: «نحن نشهد تحسناً في الاقتصاد الأميركي». وقال رئيس «مؤسسة النفط الليبية» شكري غانم، الذي توقع هو أيضاً ارتفاع اسعار النفط: «بسبب وضع الاقتصاد العالمي، علينا عدم تعقيد الأمور اكثر على الاقتصاد». وأضاف: «ان المعروض في السوق يفوق اللازم غير اننا نأمل بأن يتحسن الاقتصاد قليلاً. وفي الآن ذاته، تتحرك الأسعار لأن المضاربين عادوا. ان السوق ترسل اشارات مختلفة». اما وزير الطاقة القطري عبدالله العطية فحرص على تحذير المنتجين من الإفراط في التفاؤل ازاء الارتفاع الأخير لسعر برميل النفط. وقال: «علينا التباحث في وضع السوق. ان سعر النفط ليس مرتبطاً الآن بالعرض والطلب. لا ينبغي ان نفرط في التفاؤل». وأضاف حول قرار الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي: «انه افضل قرار يمكننا اتخاذه». وكتب الخبير الفرنسي بيار تيرزيان في دورية «بيتروستراتيجي»، ان الارتفاع الحالي للأسعار «ناجم عن الأمل بانتعاش اقتصادي وليس عن عوامل نفطية او عن اساسات» السوق. ولجهة صقور «أوبك»، اعتبر وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز ان السوق تعاني من فائض يبلغ مليون برميل يومياً، مضيفاً ان هذا الوضع سيتحسن متى احترم اعضاء «أوبك» حرفياً حصصهم. وتراجع سعر برميل الخام الأميركي الخفيف الى 63.01 دولار من 63.45 دولار أول من أمس. وكان سجل أول من أمس أعلى مستوى له منذ 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 عند 63.82 دولار. في المقابل، تراجع سعر برميل خام «برنت» أمس 50 سنتاً ليصل الى 62 دولاراً. وأعلنت «أوبك» ان متوسط أسعار سلتها القياسية ارتفع إلى 60.75 دولار للبرميل أول من أمس من 58.71 دولار قبل يوم.