كثيرون جداً هم الأصدقاء عندما نعدهم ولكنهم أصناف يختلف كل صنف عن الآخر في مدى صداقته وحبه ووفائه لأصدقائه، ذلك أن بعض الأصدقاء تجده معك في رخائك وأفراحك فقط، وإذا أصابتك مصيبة أو ضائقة تجده قد انصرف عنك وتركك، وصنف آخر من الأصدقاء وهو الصنف المخلص الوفي لأصدقائه حيث تجده معك أينما كنت ويلازمك في أفراحك وكذلك هو معك في أحزانك وفي رخائك وفي شدتك، فهو دائماً يسايرك ويشاطرك سعادتك، ونجده يفرح حينما تطلب منه أن يساعدك ولا يجاملك فتجده إذا فعلت الصواب والأمر الحسن بادر إلى تشجيعك والرفع من معنوياتك، وإذا فعلت الخطأ تجده بادر فوراً إلى نصحك وإرشادك إلى الطريق السليم، وإذا غبت عنه بجسدك لم تغب عنه بمشاعره وبأحاسيسه، دائماً يسأل عنك وعن أحوالك، ودائماً يتمنى لك كل خير. أما الصنف الثالث فهو الذي له أهداف معينة ومطالب شخصية يرغب منك بأن توفرها له فهو إذا أراد منك ذلك تجده سارع وبادر إلى الإحسان إليك وإظهار الحب لك لأجل أن يكسبك ويحظى بمحبتك له، ومن ثم يبدي لك ما لديه من طلبات وغايات، لأنك لن ترفض كل ما طلبه منك بعد أن أظهر لك المحبة، ذلك أن هذا الحب لم يبن على أسباب حقيقية خالصة لوجه الله تعالى، بل على مصالح دنيوية شخصية زائلة. فضل بن فهد الفضل - بريدة fadl_s;@hotmail.com