فجع سكان مدينة العيص التي تضربها الهزات الأرضية منذ نحو شهر، أمس، بدوي صفارات إنذار الدفاع المدني لأول مرة، جراء هزات وصلت قوة أعلاها إلى 4.68 درجة على مقياس ريختر، بددت مع ضجيج الصافرات بيانات الطمأنة التي تصرح بها الجهات المرابطة بين حين وآخر، وثقة الأهالي بوضع اعتيادي لا يدعو إلى القلق، خصوصاً في ظل وصول الهزات إلى منطقتي المدينةالمنورةوتبوك التي تبعد نحو 700 كيلومتر عن مركز الهزات الأساسي في العيص. وفي الوقت الذي انتشر الهلع والخوف بين صفوف السكان الذين بدأت عمليات إجلائهم إلى خارج العيص، توافد مئات السكان من القرى إلى مقر قيادة الدفاع المدني في المنطقة لاستلام أوراق الإخلاء للتوجه إلى مدينتي ينبعوالمدينةالمنورة، بعد حصر الفنادق والشقق المفروشة فيهما تمهيداً لاستقبال النازحين. وقال شهود عيان ل"الحياة""إن الهزة التي حدثت أمس كانت قوية، فاجأتنا، وأدخلت الرعب في قلوبنا". وفي تبوك وجه أمير المنطقة الأمير فهد بن سلطان الجهات الحكومية كافة باستنفار طاقاتها لتقديم كل الحاجات اللازمة للأهالي، وانتقل أمير المنطقة إلى محافظة أملج، وبات ليلته مع أهاليها للاطمئنان عليهم ومتابعة الترتيبات، وأكد أن إمارة المنطقة لم تبلغ عن أي إصابات أو أضرار جراء الهزات التي وقعت مساء أول من أمس أو صباح أمس. وفي العيص، باشر الدفاع المدني أمس إجلاء سكان المرامية وإخراجهم من منازلهم، إذ طلب منهم عبر دوريات الدفاع المدني قضاء الليل في أفنية المنازل أو في الأودية بعيداً من المنازل، وشوهدت صباحاً نحو 35 حافلة تقل مواطنين مغادرين إلى المدينة. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة"أن الدفاع المدني سجل عشرات البلاغات من المواطنين الذين شعروا بالهزة في غالبية المراكز والقرى المجاورة، متوقعة حدوث تصدعات في بعض المنازل الشعبية من جراء الهزة، في الوقت الذي أعلنت فيه الفرق المرابطة حال الاستنفار القصوى، وبدأت تتبع البلاغات، وتوجيه اللجان لتفقد أوضاع المواطنين في القرى والهجر، ومطالبتهم جميعاً بالإخلاء في أقصى سرعة. وسجلت"الحياة"نزوح أكثرية سكان العيص إلى مدينة ينبع البحر ومخيم الإيواء في منطقة الفقعلي، في ظل تواجد كثيف لمسؤولين من مختلف الجهات، وتجول الدفاع المدني في المنطقة لإعطاء التوجيهات للسكان عبر مكبرات الصوت. وأكد أحد المواطنين أنهم يعيشون لحظات عصيبة ومخيفه بسبب الهزات القوية والعنيفة التي ضربت منطقتهم، والتي تتكرر وتصاحبها أصوات مخيفة مثل الرعد. وقال:"شاهدنا مواطنين يخرجون من منازلهم مذعورين مع أسرهم خوفاً من إصابتهم بأضرار نتيجة الهزة الأقوى، وتوافد عدد كبير من أهالي العيص على مركز الدفاع المدني لمنحهم تصاريح السكن في المدينةوينبع". وكشفت مصادر ل"الحياة"أنه تم أمس أخلاء جميع المرضى في مستشفى العيص، ونقلهم إلى مستشفيات مدن ينبعوالمدينةوينبع الصناعية، بواسطة نحو 30 سيارة إسعاف مجهزة. كما زار محافظ أملج وعدد من مسؤولي المحافظة المخيمات التي يجري بناؤها داخل حديقة الاحتفالات في المحافظة استعداداً لاستقبال السكان النازحين. وقالت المصادر:"بدأ الأهالي يشعرون بالخوف أكثر من أي وقت مضى، وتوافدوا على مراكز الدفاع المدني بعد الإعلان عن الإخلاء الطوعي لأخذ تصاريح ثبوتية بأنهم من سكان المنطقة، كي يتمكنوا من السكن في الفنادق أو الشقق المفروشة التي حصرتها الجهات الحكومية في بينبعوالمدينةالمنورة، لإسكان النازحين، خصوصاً بعد أن حددت إدارة الدفاع المدني وفرع المالية في ينبع الفنادق والشقق المفروشة التي تم اعتمادها مقراً لإيواء أهالي العيص والمناطق التابعة". واستقبل مندوب مكتب فرع وزارة المالية في ينبع مواطني العيص والقرى المجاورة لتسليمهم الشقق حسب عدد الأسرة، وجرى تحديد الشقق على النحو الآتي: السلسبيل 1، السلسبيل 2، التلاد، الارجوانة، ريحانة ينبع، عدنان محياوي، دار الأصالة، ولوزان. ... وقباء وطريق المطار في المدينة أكد مصدر في الدفاع المدني في المدينةالمنورة فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة"أن الأوضاع الحالية في محافظة العيص غير مطمئنة. وقال:"بدأت عمليات الأخلاء من صباح أمس، ووصل عدد الأهالي الذين جرى نقلهم إلى 500 أسرة، وسيتم أخلاء المنطقة كاملة تحسباً لأي طارئ خصوصاً بعد ارتفاع قوة الهزة إلى 4.7 درجة بمقياس ريختر، وحدوث تصدعات في بعض المنازل. وأضاف:"من المحتمل أن تقع هزة ثانية في المدينة إذا استمرت الهزات بهذا الارتفاع، مؤكداً أن الدفاع المدني على أهبة الاستعداد في المدينة لأي طارئ". وقال المواطن عبدالمنعم محروس من سكان حي الإسكان ل"الحياة":"عندما وصلني خبر وقوع الهزة في المدينة لم أصدق ما أسمع، خصوصاً بعد وصولها إلى حي قباء، وطريق المطار". وقالت أم نادية من سكان حي قباء:"أحسسنا بهزة قوية، وانتقلنا موقتاً إلى بيت أهل زوجي لأن منزلنا قديم، وخشينا أن ينهار"