عاش سكان مدينة العيص وقراها منطقة بركانية غرب السعودية التي تضربها هزات أرضية منذ أكثر من 25 يوماً، ليلة عصيبة ملأت قلوبهم رعباً وجزعاً جراء هزة أرضية بلغت قوتها 4.68 درجة على مقياس ريختر، واختلط فيها دوي صافرات إنذار الدفاع المدني للمرة الأولى في المنطقة، بضجيج الآليات المتأهبة، وصراخ الأطفال والأسر التي فرّت من منازلها إلى المدن القريبة ومخيمات الإيواء التي أعدتها الحكومة مسبقاً. وكانت الفرق الحكومية المرابطة في المنطقة باشرت مع بداية تعرضها للهزات الأرضية قبل نحو شهر، عمليات الإجلاء التي أعدت خططها مسبقاً في حال تطور الأمر، ونصبت مخيمات إيواء تتسع ل60 ألف مواطن، وجرى حصر الفنادق والشقق المفروشة في المدن المجاورة تمهيداً لنقل النازحين إليها، في حين توافد عدد كبير من الأهالي إلى مركز الدفاع المدني لأخذ تصاريح السكن في المناطق المعدة، بعدما شعروا بتزايد الخطر وارتفاع حدة الهزات يوماً بعد آخر. وتم إخلاء جميع المرضى في مستشفى العيص، وتوزيعهم على مستشفيات ينبع والمدينة المنورةوينبع الصناعية، بواسطة أكثر من 30 سيارة إسعاف. وقال أحد المواطنين ل"الحياة":"نعيش لحظات عصيبة ومخيفة بسبب الهزة القوية التي ضربت القرية ليلاً، ورافقتها أصوات مخيفة كالرعد". وشوهدت أمس نحو 35 حافلة تقل مواطنين، بعد أن وجّههم المسؤولون المعنيون ليلاً عبر مكبرات الصوت بالمبيت في أفنية المنازل أو في الأودية.