"بائع الشجن" كتاب جديد للكاتب ماجد العمري، يتأكد فيه بعمق مدى تمكّن وتغلغل وحضور الوهج الشعري والثراء الأدبي واللغوي لأبي الطيب المتنبي بين الأجيال العربية الأدبية الشابة، ويتواصل مد العنفوان الإبداعي لما كتبه كبار شعرائنا وكتابنا، مثل نزار قباني وعبد الرحمن منيف والطيب صالح ومحمود درويش وغازي القصيبي بين كتابنا السعوديين الشباب. ويبحر"بائع الشجن"المكّون من مجموعة مقالات مختارة، كتبها الشاعر والكاتب ماجد العُمري في الفترة 2004 وعام 2007، ونُشر عدد منها في الصحف والمجلات السعودية والخليجية في احتفائية رزينة بأدب الكبار، الذين أثروا ساحتنا الثقافية والفنية، مؤكداً من خلال استعارته لمقولة الطيب صالح، ان أجمل ما في المتنبي أنك كلما ازداد بك العمر وتجارب الحياة، اكتشفت عظم شاعريته وعمق تجربته. ويحاول"بائع الشجن"الذي يتألف من 20 مقالاً وخاتمة، تتضمن 60 حكمة أبدعها المؤلف تلخص مفهوم القيادة وتنمية الذات، ويدخل ضمن دائرة الكتب الرصينة، رصد بعض الظواهر السلبية في مجتمعاتنا العربية، وطرح الحلول لها برؤية جريئة وشابة، متنقلاً بين مواضيع متفرقة حول التنمية والحضارة والثقافة والفكر والإدارة والشعر. وعلى رغم أن الكاتب يدعو في كتابه إلى النظر بإيجابية للحياة، وترك ثقافة الانتقاد وجلد الذات التي أدمنتها شعوبنا العربية، إلا أنه لا يكف في كثير من مقالاته عن توجيه رسائل الانتقاد والرفض، التي يبدو أنها تعود إلى كونه يمتلك مؤهلات متقدمة في الإدارة والقيادة، إضافة إلى كونه يتقن مهارات القيادة وتنمية الذات والتفكير الإبداعي. ولا ينسى المؤلف في أكثر من مقال أن يشن هجوماً عاصفاً على أدعياء الأدب والشعر من المتملقين والمتحذلقين وانصاف الموهبين، مبيناً أن هؤلاء يشوهون ذائقتنا الفنية، ويساهمون في انحطاط رسالة الأدب، وإفراغها من مضامينها. وكتاب"بائع الشجن"الذي يقع في 148 صفحة من الحجم المتوسط والصادر قبل أيام عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت هو الإصدار الثاني لكاتبه العُمري الذي صدر له:"مئة شمعة لا تنطفئ"رسائل في تنمية الذات، وسيصدر له قريبا"صهيل الحكايا"شعر، و"صفوة الشعر"مختارات شعرية.