شنّ الوحداويون هجوماً عنيفاً على رئيس ناديهم جمال تونسي، ووصفوه ب"المدمر"الذي دمّر النادي تماماً وقاده إلى الهاوية، في أعقاب بيعه لعقود أبرز وأميز النجوم في"فرسان مكة"، وآخرهم الهداف عيسى المحياني، وتفريطه في المواهب الواعدة والجيل الشاب، الذي قدمته الإدارة السابقة، برئاسة حاتم عبدالسلام، ونائبه عبدالمعطي كعكي، وهو الجيل الرائع الذي كان يشكّل بارقة أمل مضيئة لإعادة النادي إلى منصات التتويج في الأعوام المقبلة، وشبّهت الجماهير الوحداوية في المنتديات الرسمية على شبكة الإنترنت، التونسي برئيس القادسية السابق جاسم الياقوت، وفرسانها في الوقت الحالي ب"بني قادس"، الذين استقرت بهم الحال في الدرجة الأولى، مؤكدين أن التونسي حوّل ناديهم ل"ميني ماركت"، تقدم المواهب الوحداوية إلى الأندية الأخرى على طبق من ذهب، بخصومات تصل إلى 70 في المئة، دلالة على سخريتها من الخسائر الفادحة، التي كبدّها الرئيس الوحداوي لخزانة ناديه، بعد إصراره على وضع المحياني على لائحة الانتقال، وتقديمه لعرض احترافي متواضع وزهيد، لا يتجاوز ثلاثة ملايين ريال لإبقاء اللاعب في صفوف الفريق لمدة ثلاثة أعوام، مطالبين التونسي بضرورة تقديم استقالته العاجلة فوراً في أقرب فرصة، لأنها لم تعد تطيق وجوده في النادي، وأن هذه الاستقالة ربما تخفف عنهم وطأة الغضب والنار، التي تغلي في قلوبهم منذ رحيل أبناء النادي الأوفياء صوب أندية العاصمة السعودية. وأكد عضو شرف النادي الحالي رئيسه السابق الخبير الوحداوي عبدالوهاب صبّان، أن إدارة النادي تتحمل المسؤولية كاملة في الوضع المتدهور، الذي يعيشه الكيان الوحداوي هذه الأيام، والخسائر الكبيرة التي مُنيت بها خزانة النادي في ظل لغة التعنت الغريبة، التي مارسها جمال تونسي مع المفاوضين في قضية المهاجم عيسى المحياني، وكان الأولى بيع عقد اللاعب بالمبلغ المعروض سابقاً من نادي النصر ب 20 مليون ريال، أو مبلغ نادي الهلال السابق وقدره 18 مليوناً، الذي عرضه النادي قبل وضع اللاعب على لائحة الانتقال. وقال الصبان:"الخسران من بيع عقد المحياني هو الخزانة الوحداوية، التي فقدت أكثر من ثمانية ملايين ريال، ومن وجهة نظري إدارة الوحدة لم تحسن التصرف في مفاوضاتها مع المحياني، وللأسف كررت ما قامت به عندما باعت عقد أسامة هوساوي بالطريقة نفسها، والتي يعتبر فيها نادي الوحدة هو المتضرر الأول والأخير، ولم تستفد الادارة من تجاربها السابقة، وهناك خلل إداري واضح في النادي، ولكن لا يوجد لدي ما أقوله سوى حسبي الله ونعم الوكيل". وعن ابتعاده عن القرار في البيت الوحداوي، قال الصبان:"عن نفسي لا املك سلطة أو صلاحية للتدخل في شؤون النادي، فأنا مثلي مثل أي محب لهذا الكيان، وبصراحة لا اخفي انني فضلت الصمت لاعتبارات متعددة، يأتي من أهمها وجود شخص عزيز على قلبي هو رئيس هيئة أعضاء الشرف في نادي الوحدة الدكتور محمد عبده يماني الذي يعتبر رمزاً من رموز النادي، وحقيقة كنت أبتعد عن التصريحات حتى لا أسيء لشخصية بحجم قامة وهامة الدكتور يماني، لأنه يعتبر مسؤولاً عن كل ما يحدث في نادي الوحدة". وقال عضو مجلس إدارة الوحدة المستقيل سعد جميل القرشي:"أحمل رئيس نادي الوحدة جمال تونسي شخصيّاً مسؤولية مغادرة اللاعب إلى نادي الهلال وأطالبه بالاستقالة فوراً لأنه ليس كفؤاً لقيادة نادٍ عريق مثل الوحدة له قاعدة جماهيرية كبيرة، وبدلاً من حفظ الأمانة والعمل على تطوير النادي وجدناه للأسف يتلاعب بالمواهب الوحداوية كيفما شاء، ويدير الصفقات يمنة ويسرة وكأن نادينا بات"مفرخة"للأندية الأخرى، وحقيقة كانت لي تجربة مريرة للعمل مع هذا الرئيس انتهت بيني وبينه في المحاكم الشرعية، ولدينا جلسة ثانية لإثبات حقيقة الاتهام الخطر الذي وجهه لي بالسمسرة وأخذ أموال من تحت الطاولة بعد العرض الاستثماري الذي جلبته من شركة الاتصالات السعودية خلال الفترة التي كنت فيها مسؤولاً عن الاستثمار في النادي". من جانبه، قال عضو مجلس إدارة الوحدة الدكتور علي بكر:"سبق ان طمأنني التونسي بأن اللاعب عيسى المحياني لن يغادر النادي بثمن بخس بل ستكون المحاولات كبيرة لإبقائه وفي حال عدم تمكننا من إبقائه فسنستفيد ماديّاً من بيع عقده، وللأسف لم يحدث ما وعد به التونسي لأنه من وجهة نظري الخاصة تم بيع عقد المحياني بمبلغ زهيد، ونجم مثله يستحق أكثر من 15 مليون ريال". وأضاف:"لا يسعني الآن وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها إلا الدعاء للمحياني بالتوفيق وهنيئاً ل"الزعيم"نجم بإمكانات وأخلاق عيسى، وبكل صراحة أشيد بتعامل إدارة الهلال مع الصفقة، وهذا ينم عن إدارة واعية ومحترفة ومميزة وأقول للجمهور الوحداوي العزيز على قلبي يجب ان يعي ويدرك أن هناك امراً اسمه احتراف، والولاء يظل للنادي الذي يمتلك عقد اللاعب ولابد أن يتكاتف الجميع لمصلحة الوحدة مستقبلاً".