أدخل عدد من الشبان والفتيات أربعة وزراء حديثين، في دائرة المطالبات التي تمس حياة المواطنين، ودعوهم إلى إعادة هيكلة الوزارات من جديد، ومواكبة متطلبات العصر الحديث، فيما بادر الوزراء بوعود عدة لتغيير الوضع القائم إلى الأفضل، كما أجابوا على بعض المطالبات ببعض الطرافة، في ثالث أيام المؤتمر الإقليمي الثالث حول حماية الطفل، المنعقد في الرياض، إذ جلس وزراء على طاولة واحدة للنقاش مع الشبان والفتيات. وشارك في الجلسة كل من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، ووكيل وزارة الصحة الدكتور منصور الحواس ممثلاً عن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، فيما أدارت الجلسة المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري مها المنيف. وتأتي أهمية جلسة الشباب الثانية التي حملت عنوان:"وزراء الحاضر والمستقبل"، التي نظمها برنامج الأمان الأسري ضمن فعاليات المؤتمر، كون الممثلين الأربعة من الوزراء الجدد ويناقشون للمرة الأولى قضية طارئة ذات أبعاد اجتماعية شائكة. وتمثل وزارتا التربية والتعليم والصحة ذراعين تنفيذيتين رئيسيتين، بينما تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بدور الشريك الرئيسي الفاعل تنظيماً وتنفيذاً، وتقوم وزارة الإعلام بدور الذراع التوعوية. وفيما قال أحد طلاب المرحلة الثانوية إننا بحاجة إلى تعلم لغتين إضافة إلى لغتنا الأم، ردّ وزير التربية والتعليم، ممازحاً الطالب، أتمنى ذلك، وأيضاً أتمنى لو تعلمنا الصينية حتى. وكشف وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد أن اللجنة الوطنية للطفولة تعمل مع شركاء على إعداد نظام شامل وقوي لحماية الأطفال وإقرار مسودته النهائية،"التي تم إعدادها بالتعاون مع منظمة أجفند في الرياض"، مؤكداً أن النظام يعرض حالياً على مجلس الشورى. من جهته، أوضح وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة أن وزارة الثقافة والإعلام قدّمت جملة من نشاطاتها الثقافية الإعلامية إلى شرائح المجتمع كافة"ومن بينها برامج خاصة بالطفل، ولكن برامج الطفولة تحتاج إلى الكثير من التطوير والتغيير"، مضيفاً:"مع ذلك لم تستوعب هذه البرامج شخصية الطفل السعودي". ونوّه في الوقت ذاته، إلى أن المجتمع السعودي مجتمع فَتِيٌّ، معترفاً بأن وزارة الثقافة والإعلام لم تعط الطفل ما يستحقه،"أحسب أن الطفل السعودي ينتظر منا الكثير والكثير". وشدد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين على أن العنف الأسري لا يعتبر في المجتمع السعودي ظاهر خطرة، كما هي الحال في بعض المجتمعات الأخرى، قائلاً:"هذه الحقيقة تعكسها الأرقام والإحصاءات المتوافرة لدى الوزارة". وأعلن عن تدشين الخط الساخن للإبلاغ عن حالات الإيذاء 1919، مضيفاً:"نعم لنشر ثقافة الحماية من الإيذاء، لكن لا ينبغي أن تأخذنا الحماسة المفرطة إلى تصور أن الإيذاء أصبح وباء يجتاح المجتمع". وسجلت حلقة النقاش بين وزراء التربية والتعليم والثقافة والإعلام والصحة أمس الثلثاء، تفاعلاً غير معهود بين مسؤولين رفيعي المستوى وشريحة شبابية، إذ طلب المدير العام للتربية والتعليم في الحدود الشمالية من وزير التربية والتعليم توضيح موقف الوزارة حيال التربية الجنسية، والتربية البدنية في مدارس البنات. وأضاف في مداخلته أن المجتمع العربي يهتز بحالات العنف الأسري، فيما كان في الماضي يروّج استقراره وتنعمه بأمان زائف، وقال مخاطباً وزير التربية والتعليم:"المدرسة ليست آمنة يا أفندم... وليست لديها نظرية، والمعلم ليس تماماً يا أفندم، والتعليم يفتقر إلى خريطة طريق، لدينا عنف جنسي في المدارس نتمنى أن يُقضى عليه". فيما أجاب وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، قائلاً:"أنتم ما لدي، ولا داعم لنا سوى الإرادة"، مبيناً أنه حينما تولى وزارة التربية والتعليم فوجئ بأن لجنة الطفولة المنبثقة من وزارته لم تؤد الدور المنوط بها، وأنه سيعمل على تفعيلها.