أكد الشاعر محمد زايد الألمعي:"أن حراس اللغة العربية الفصحى لا يسمحون بكسر أطواقها، حتى أصبحت العامية هي التي تشكل الوجدان، فظهرت العامية العالمية التي تتلقى وتنتج". وزاد:"إننا نعيش في مرحلة تتشابه مع ما حدث مع اللغة اللاتينية حين كان الكاهن يقرأ كتابه باللاتينية ولا يفهم العامة ما يقول"، وأضاف:"الآن هناك انحلال للغة الفصحى، وتشكيل الوجدان يتم عبر العامية وآليات الحداثة استوعبتها العامية ورفضتها الفصحى، وإن التكنولوجيا الحديثة استأنفت بناء الأمية". جاء ذلك في أمسية شعرية شاركه فيها الدكتور عبدالله الرشيد نظمها نادي حائل الأدبي الثلثاء الماضي، وانطلقت الأمسية بعدد من القصائد بدأها الألمعي بقصيدة منها"من بين أعيينا سنلتهب"ثم قصيدة"غزاة"، ثم ألقى الرشيد قصائد، منها"هكذا حتفك البليغ"و"جبال الطين"و"وجهان في القضية"ثم"أعاهدك على الجنون"ثم قصيدة"ديواني الباكي". ثم انطلقت مداخلات الحضور التي كانت أولاها عن أن الأدب أهو موهبة أم تعلم؟ فرد الدكتور الرشيد بأن"الموهبة أمر مفروغ منه في الأدب الفصيح أو العامي، لكن العامي مرتبط بالأمية، والفصيح مرتبط بالتعلم، والتقط محمد الألمعي الحديث". وزاد:"إن القضية سجالية". وفي رد للرشيد على مداخلة حول الحدود بين الحداثة والأصالة، قال:"إن ثنائية الحداثة والأصالة ثنائية باطلة، فالحداثة نجدها في القصيدة العمودية والتفعيلة". وانتقد الدكتور علي مطاوع الإسقاط في قصيدة"بسام"للشاعر الرشيد، ممتدحاً القصائد، ووصفها بأنها امتداد للشعر العربي. فيما علق الألمعي على مداخلة من أحد الحضور حول لغته الشعرية قائلاً:"إن عائلته كانت تعتني بقراءته وكتابته زيادة على ما يقدم في المدرسة"، مشيراً إلى أن غالبية القصائد التي قدمها في الأمسية كتبها في الثمنينات الميلادية. وقال الدكتور الرشيد في تعليقه على الشعر النبطي:"إن الموضوع كبير وناقشه في كتابه"السيف والعصا"، وعلّق الألمعي على أن المداخلات تصلح لندوة وليس لأمسية". وعن عنوان القصيدة قال الرشيد:"إن النقد الحديث ينظر له كجزء من النص الشعري". وفي رد على سؤال حول أن الشعراء يلجأون إلى قصيدة النثر بعد عجزهم عن الشعر قال:"لا بد من إعادة صياغة المداخلة لتكون هل لجوء غير الشعراء؟ لتكون الإجابة نعم"، وأضاف:"لا توجد قصيدة نثر ، فإما نثر وإما شعر، وهو فن فضاح لأنه يفضح غير الشعراء"، وقال:"إن من مصلحة من يكتبون هذا الشكل أن يسمى نثيرة". ورد الألمعي على انتقاد عدم طرح القضايا الاجتماعية في الشعر بأن الشعر لا يقدم تقارير عن القضايا، وأضاف:"ما قدم مبثوث به كل شيء، والشعر ماهية وليس موضوعاً معرفياً يخضع لمنهج حدي"، وختم بأن"النص للفرد وليس إملاء من الحضور". وأكد الرشيد أن"قصيدة النثر فن له كتاب مبدعون وكثر حوله المتطفلون الذين أساؤوا له"، واستدرك إن كثرة الدواوين والأمسيات ليست دليلاً على النجاح، فخالفه الألمعي، وقال:"إن الفن وصف للماهية والشعر اسم لماهية والنثر شكل"، وأضاف:"الشعر ليس له مقابل والنثر يقابله النظم، وهناك مغالطة يحقن بها الطلاب على أن الشعر يقابله النثر، والحقيقة هي أن النثر يقابله النظم".