تحسم اليوم قضية اللاعب الدولي عيسى المحياني بعد جدل بيزنطي بسبب لوائح"خصوصيتنا"التي صجينا بها المكاتب والشوارع ووسائل الإعلام، بينما لوائح الاتحاد الدولي واضحة وصريحة وتصلح لكل زمان ومكان. نهمل الجوانب الإنسانية في مثل هذه القضايا ونتعامل مع اللاعب المعني أساساً بالموضوع على طريقة الأثاث المكتبي ومزادات"حراج بن قاسم"وذهب ضحية هذه الأهواء وهذه الارتجالية وهذه العشوائية عدد كثير من اللاعبين لن يكون عيسى المحياني آخرهم ولم يكن عبيد الدوسري أولهم. عندما اجتمعت اللجنة في جدة قبل وضع اللاعب على قائمة الانتقال وهي"قائمة"من اختراع اللجنة كان الوسط الرياضي يتمنّى لو أن رئيس اللجنة الدكتور صالح بن ناصر خاطب كل أطراف الموضوع وطالبهم بالحضور مع العروض وحسم القضية في حينها بحيث ينتقل اللاعب في الفترة الشتوية بخاصة ان مسار القضية واضح ويتجه إلى انتقال اللاعب للهلال بناء على رغبة اللاعب ذاته، ولكن اللجنة خرجت تطالب الجميع بقراءة اللوائح المطاطية وإجبار اللاعب على وضعه على قائمة الانتقال، ومن ثم التوقيع للعرض الأكبر أو العودة لقائمة الهواية أو الاعتزال، وهذه حلول"قرقوشية"ظالمة لم تضع اعتباراً لكسر القلوب التي لا تجبر نهائياً، فاللاعب من وجهة نظر اللجنة من دون قلب ومن دون مشاعر. ماذا تفعل اللجنة لو استمر عرض النصر وكان الأعلى وماذا تفعل لو دخل الاتحاد على الخط وتساوت عروض الأندية الأربعة هل تعود لرغبة اللاعب؟ أم تعود لأحكام"قرقوش"؟ أم تعيدنا للمربع الأول وتدين نفسها بموقف محرج لها ويعريها أمام الجميع بشكل غير مقبول لا شكلاً ولا مضموناً؟ تصرف النصراويون بحكمة وانسحبوا من السباق نحو لاعب أعلن رغبته بوضوح وكنت أتمنى انسحاب الوحدة وترك الفرصة للاعب ليذهب للهلال فبعودته للوحدة ستحاصره تهمة الولاء للهلال وبانتقاله لأي ناد آخر ستحاصره التهمه ذاتها، وانتقاله لهلال هو الحل المنطقي والعادل في الوقت نفسه. اللجنة توقع اللاعبين في مطبات كان يمكن تلافيها، ولو عرفت اللجنة ما آلت له قصة اللاعب عبيد الدوسري الإنسانية التي آلت إلى ضياعه في مهب الريح وتضرر في مشواره الرياضي وتضرر معه أطفاله وأسرته وبانتهاء قصة اللاعب عيسى المحياني إن شاء الله بما يواكب رغبته المعلنة أتمنى من اللجنة التركيز على الجوانب الإنسانية للاعبين، بل نقول لهم:"رفقاً بالقوارير"فاللاعب بشر وله مشاعر وأحاسيس وقلب ينبض بالحب والدفء وكسر القلوب لا يجبر نهائياً، وما دام اللاعب عيسى المحياني أعلن رغبته فيجب على جميع الراغبين في خدماته احترام هذه الرغبة وفسح المجال أمامه للذهاب للوجهة التي اختارها بطوعه واختياره ولن يلومه في ذلك أحد، لأنه يبحث عن دوائر الضوء والبروز والتألق والأهم الصعود للمنصات، ولن تأتيه كل هذه الأحلام الا عبر البوابة الهلالية مع كامل التقدير للبقية. [email protected]