من المؤكد أن لا أحد يقر تلك التصرفات والانفعالات المبالغ فيها التي صدرت من المدرب الهلالي، الروماني أولاريو كوزمين عند بوابة الدخول للمقصورة الملكية في نهاية المباراة الختامية على كأس ولي العهد. ربما، وهذه هي الحقيقة أن المدرب كوزمين، وهو المدرب ال"أصغر سناً"بين جميع المدربين في دوري المحترفين السعودي، يعتبر في الجانب التدريبي، ال"أكبر فكراً"ونجاحاً. لقد قرأت بين سطور البيان الذي أصدره المدرب بعد قرار استبعاده، وتصريحه لإحدى القنوات الرومانية، السرّ في تميز الهلال مع كوزمين، فهو لم ينس في غمرة الفرح، لاعبين هلاليين كانوا خارج القائمة، ووصفه لهم ب"أبنائي"..! لكن المشكلة أن المدرب"الأنيق"، نسي نفسه، واشتبك مع رجال الأمن الصناعي في نقاش حاد بسبب رفض الأمن صعود اللاعبين غير المسجلين إلى المقصورة الملكية، وهذا ليس شأنه، ولا هو من اختصاصه. ومع أن الدوري السعودي، وفريق الهلال تحديداً، خسرا برحيل كوزمين، مدرباً قديراً، يحمل فكراً تدريبياً عالياً، إلا أن الأمر لا يصل إلى استقالة الإدارة الهلالية - كما روّجت بعض المنتديات - قبل أن تصدر الإدارة الهلالية توضيحاً، تضمّن نفياً قاطعاً لهذه الأخبار. ذلك أن الهلال لا يعجزه إحضار مدرب جديد، وربما"عالمي"، وهذا أمر محسوم، فالهلاليون هم من أحضروا كوزمين، وقبله باكيتا، وسيريزو، وغيرهم من المدربين، الذين غادروا وبقي الهلال بطلاً، وإن كنت أرى أن الفريق سيتضرر بغياب مدربه في ما تبقى من منافسة محمومة على بطولة الدوري مع الاتحاد، والدخول في معمعة البطولة الآسيوية. ولعلّ ما يحسب للمدرب المعزول، اعتذاره عن تصرفاته، وعدم احترامه للأنظمة المحلية، وتقديره للسعودية، وقيادتها في ثنايا بيانه، وهذا خلاف بعض المدربين الذين غادروا بقرارات"إنهاء عقد"موقّعة من رئيس النادي، ولم نسلم من إساءاتهم. وإذا كان المدرب الذي يحمل الجنسية الرومانية قد أخطأ، وصدر بحقه قرار الاستبعاد، فإن الأمر لا يخلو من أخطاء تكاد تكون صدرت من إدارة الملعب، أو من الأمن الصناعي المكلف ب"بوابة المقصورة". وهنا يتوجب الأمر فتح التحقيق مع إدارة الملعب، والجهات ذات العلاقة بالمشكلة، لتبيان الحقيقة، وكشف ملابساتها، حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات مستقبلاً، وكل ما نحتاجه هو"أسلوب تعامل"، لمن يملكون"ثقافة إقناع"، وقدرة على توصيل الفكرة والمعلومة. وأذكر أنني كتبت في هذه المساحة في نهاية الموسم الماضي مقالاً، طالبت فيه بأن يتولى تنظيم الدخول إلى المنصة الرئيسية في ملاعبنا، من لديهم خلفية رياضية من رجال الأمن، يستطيعون تمييز"شخصيات رياضية"تتعرض للإحراج عند البوابات، بسبب ضعف خلفيتهم الرياضية. أما عن الهلال الفائز بكأس ولي العهد، كتكرار لإنجاز الموسم الماضي، فقد زاد لقباً على ألقابه، فإذا كان الاتحاد، المنافس الرئيسي والوحيد للهلال على البطولات المحلية خلال السنوات الخمس الأخيرة، يحمل لقب"عميد"، فإن الزعيم من وجهة نظري، يستحق بعد ارتفاع بطولاته إلى الرقم"49"، لقب"فريق أوّل"، وهو أرفع درجات الرتب والتفوق. [email protected]