يواجه 28 ألف معوق في المنطقة الشرقية، مشكلة الزحام، التي ظهرت منذ الإعلان عن بدء تحديث البيانات الخاصة بهم، استعداداً للبدء في تسليم الإعانات، ومعها نسبة الزيادة التي تصل إلى مئة في المئة، التي أقرها مجلس الوزراء في شهر رمضان الماضي. وأشار مراجعون، تحدثوا إلى"الحياة"، إلى صعوبات تعرضوا لها بسبب"الاختناقات المرورية"و"اكتظاظ"الأهالي مع أبنائهم المعوقين في مكتب الإشراف الاجتماعي في الدمام، ما أدى إلى تضرر عدد منهم، واضطرارهم إلى العودة إلى مقر سكناهم من دون فائدة، وتحديداً للقادمين من محافظتي الأحساء والقطيف والمحافظات الأخرى، وإصابة آخرين بإعياء". وتوضح أم طفلة معوقة، تعرضت ابنتها إلى حال إعياء داخل المركبة التي"لم تتمكن من السير، بسبب تكدس السيارات في الشارع المؤدي إلى مكتب الإشراف الاجتماعي". وتقول:"فوجئنا بالزحام، الذي كان يتزايد في كل لحظة، فبقينا داخل السيارة، حتى بدء حل أزمة السير"، مشيرة إلى أنها"لا تتمكن من المشي على قدميها، ما فاقم المعاناة، إذ اضطررت إلى النزول والمشي على قدمي، لأتمكن من الاستفسار، إلا أن طوابير من النساء احتشدت في المكان منذ ساعات الصباح، وقبل مجيء الموظفات المشرفات على عملية تحديث البيانات، وبعضهن انتظرن ست ساعات، وأخريات بقين أكثر من ذلك، على أمل وصول دورهن، حتى انتهاء مواعيد الدوام الرسمي". وعلى رغم أن الوزارة حددت مهلة ثلاثة شهور لعملية التحديث، تبدأ في مطلع شهر صفر الماضي، إلا أن المعوقين لم ينتظروا، واعتبروا ان حدوث تغيير في إعاناتهم، سيزيد من مشكلاتهم في توفير الأدوات والأجهزة اللازمة والدخول إلى مراكز تأهيل خاصة للتخفيف من مشكلاتهم الحركية والعقلية وغيرها. وتوضح إحدى المعوقات الصعوبات التي واجهتها، قائلة:"على رغم تحسن الوضع، وبدء حل الأزمة، بعد أن تدخلت مديرة المكتب، بسبب عدم تقبل الموظفات التعامل مع الزحام، وبدأت في توزيع أرقام متسلسلة، إلا اننا عانينا بشدة، وبخاصة القادمات من مناطق بعيدة، وحالات عدد منا حرجة، وتتطلب عناية، فهل يتمكن المعوق من الدخول في عراك الزحام؟ هذا الأمر مؤسف حقاً، فتكدسنا ترك آثاراً نفسية، جعلتنا نشعر بأننا لسنا محل تقدير واهتمام، فبدلاً من أن يُقدر المعوق بسبب وضعه الحركي، وتُسهل إجراءاته كافة، يواجه صعوبة في الجهة المسؤولة مباشرة عن تخفيف معاناته؟ فما بالنا مع الجهات الأخرى؟" وتقول أم دانا التي ترددت على المكتب ست مرات:"ما حدث هو أمر لايطاق، فاللجنة المشرفة على تحديث البيانات تبدأ دوامها بعد التاسعة صباحاً، فيما الأهالي يتوافدون من المدن والقرى والهجر من السابعة صباحاً، وحتى قبل ذلك بكثير"، مضيفة أن هناك"طرقاً عدة لتلافي الزحام، ففئة المعوقين تحتاج إلى رعاية خاصة"، مشيرة إلى إحدى الأمهات التي لديها"طفلان معوقان، وقد أتت من مدينة الجبيل، وعاشت معاناة شديدة خلال وجودها في المكتب". واقترحت على وزارة الشؤون الاجتماعية"تأهيل الموظفات في المكتب وزيادة عددهن، لتسهيل عملية التحديث"، مشيرة إلى أن تحديث البيانات"لا تتطلب إجراءات طويلة، فبعد أن دخلت وابنتي صباح أمس، اكتشفت أن البيانات ذاتها، إلا انه لا بد من التأكد فقط، والمفترض تفعيل الخدمة الالكترونية على موقع الوزارة، بدلاً من تعرض المعوقين لمأساة حقيقية".