أعلن رئيس الفريق الطبي الجراح العالمي الدكتور عبدالله الربيعة أمس، نجاح فصل التوأمين السياميين المصريين حسن ومحمود، في أقل من 15 ساعة عبر 8 مراحل في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني. وعلى رغم من وجود مئات المرضى، الذي زاد أعداهم غبار الرياض أمس، وفي ظل إجراء عدد من الجراحات في الشؤون الصحة في الحرس الوطني، بيد أن أقسى مريضين كانا حاضرين، وأصعب جراحة نفذت في المكان، كانت فصل التوائم السامي المصري حسن ومحمود، التي قام بفصلهما 54 متخصصاً. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر بدفع تكاليف جراحة فصلهما على نفقته الخاصة بعد تلبيته لنداء والديهما، إذ نقلت عائلة التوأمين من مصر إلى الرياض وتم توفير السكن لجميع أفراد العائلة طوال فترة علاج التوأمين. وبدأت جراحة الفصل التي تحمل الرقم 21 في رصيد فصل التوائم بالسعودية، التي بدأت أول جراحة فصل عام 1990، عند السابعة والنصف من صباح أمس السبت ومرت ب 8 مراحل جراحية، بدأت بجراحة التخدير، التي استمرت قرابة ساعة ونصف الساعة تلتها المرحلة الثانية في الخطة الجراحية، إذ ركزت على الإعداد والتعقيم، واستمرت قرابة ساعة واحدة أعقبتها المرحلة الثالثة لإزالة منطقة الالتصاق والأمعاء للتوأمين السياميين. وكان الاشتراك في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون فتم تحديد مناطق الاشتراك والتروية الدموية وفك الالتصاقات الناتجة من الجراحة السابقة للتوأم، تبع ذلك فصل الأمعاء وفك الفتحات الإخراجية الموقتة بنجاح وتم إعطاء كل توأم 3 أمتار من الأمعاء حيث يعتبر طول مناسب لكل منهما. واستغرقت المرحلة الثالثة في جراحة الفصل قرابة ساعتين، تلتها المرحلة الرابعة لفصل الجهاز البولي، إذ استمرت ساعتين أيضاً، ثم المرحلة الخامسة في فصل الجهاز التناسلي، حيث تم فصل المثانتين وفصل ناصور خلقي بين الأمعاء الغليظة والإحليل المشترك للتوأم. ووجد أن منطقة الالتصاق في عنق المثانة ومجرى البول أكبر مما توقع الفريق الجراحي، لذلك سيتم فصل بعض عظام الحوض لإظهار الجهة الأخرى من الجهاز البولي والتناسلي لإنهاء هذه المرحلة، وبعد ذلك المرحلة السادسة، وهي فصل عظام الحوض، وتم فصل الجهة الأمامية من عظام الحوض في المرحلة السابقة للوصول إلى الجهاز البولي والتناسلي في الجهة الأخرى من التوأم وبعد الانتهاء من فصل الجهازين تم فصل الجهة الأخرى من عظام الحوض وجدار البطن ليتم فصل التوأم بشكل تام. وعند السادسة والربع، وصل أعضاء الفريق الطبي إلى المرحلة السابعة، إذ تم فصل التوأم ونقل كل منهما على طاولة مستقلة للبدء في إعادة الترميم، فيما تم فصل التوأم بنجاح ونقل كل من محمود وحسن لسرير مختلف للمرة الأولى. وأوضح استشاري جراحة الأطفال عضو الفريق الطبي الدكتور محمد النمشان خلال لقاء صحافي منتصف الجراحة، أن مراحل فصل التوأمين السياميين المصريين تمت بحسب ما هو مخطط لها في برنامج الجراحة. وأضاف تمت مرحلة التخدير تمت بنجاح في وقت قياسي، إذ استغرقت ساعة ونصف الساعة، عوضاً عن ثلاث ساعات كما هو مخطط له، مشيراً إلى أن حال التوأم مستقرة ولا توجد أي مضاعفات. وعن الصعوبات التي واجهت الفريق الطبي أثناء الجراحة، أكد النمشان، أن جميع الأمور جرت بحسب ما خطط لها،"هي جراحة دقيقة... ومثل هذه الجراحات توجد بها صعوبات، لكن الفريق الطبي تجاوزها". وحول إمكان اختصار الزمن المحدد للجراحة أوضح أن الوقت المحدد لكل مرحلة وقت تقديري حدد بحسب خبرة الفريق الطبي وقد يزيد أو ينقص، مؤكداً أن سلامة التوأم أهم من عامل الوقت. وأوضح استشاري جراحة التجميل الدكتور عبدالله الثنيان، أن التوأمين السياميين المصريين وضعت لهما 3 خطط بديلة أ، ب، ج في حال أنهما تعرضا لأي ظرف طارئ يستعان بالخطة البديلة،"ومن أحد الخطط الاستفادة من الأنسجة الصناعية في حال الحاجة إلى إغلاق الجرح والاستفادة منها في الجزء المكشوف لتغطيته بعد جراحة الفصل"، مشيراً إلى أنه لم تتم الاستعانة بأي أجزاء صناعية في جراحة إغلاق الجراحة.