أجرى أطباء في مدينة الملك فهد الطبية أخيراً جراحة دقيقة لمريض سعودي تعرض لحادثة سير، ما أدى إلى حدوث كسر وخلع بالغ للفقرة العنقية الأولى والثانية تحت قاع الجمجمة. واستخدم الأطباء تقنية تثبيت الفقرة العنقية الأولى مع الثانية عن طريق مسمارين. وأوضح رئيس قسم جراحة العظام الدكتور إبراهيم عسيري في بيان أمس، أن المريض تعرض إلى حادثة سير، ما أدى إلى إصابات بالغة في الدماغ وكسور متفرقة في يده اليمنى، أدخل على إثرها العناية المركزة في أحد المستشفيات، لكن لم تتم معالجة الكسر الموجود في النتوء السني في الفقرة العنقية الثانية مع وجود خلع دوراني بين الفقرة العنقية الأولى والثانية تحت الجمجمة. وأضاف أن مدينة الملك فهد الطبية استقبلت المريض ورأت أن الخيار الأمثل إجراء جراحة له، لأن تركه قد يؤدي إلى وفاته أو شلله في حال حدوث أية إصابة بسيطة أخرى. ولفت إلى أن الفريق الجراحي بدأ التحضير للجراحة ب"شد الجمجمة"لتسهيل جراحة إعادة الخلع مع الكسر إلى وضعهما الطبيعي، خصوصاً أن الإصابة مر عليها أكثر من 8 أشهر، ما جعلها تتكلس وتتليف وتحتاج إلى تفكيك باستخدام الشد الرأسي، مع وجود ضغط على الحبل الشوكي. وذكر أن الفريق الطبي فتح المنطقة الموجودة خلف العنق وتمت إعادة الكسر والخلع إلى وضعهما الطبيعي من دون حدوث مضاعفات، باستخدام جهاز الأشعة السينية الجراحية فقط، مؤكداً أن هذه التقنية تركز على المنطقة المصابة فقط، وتجنّب المريض تثبيت الجمجمة مع الفقرات العنقية، وبالتالي تحافظ على جزء كبير من الحركة بينهما. وأضاف عسيري:"بدت الفقرتان في وضعهما الطبيعي بعد التثبيت، وتمت إزالة الضغط عن الحبل الشوكي من دون إزالة الجزء الخلفي لكلا الفقرتين، ولم تحدث مضاعفات"، مشيراً إلى أن المريض غادر المستشفى بعد فترة وجيزة من إجراء الجراحة ويستطيع المشي باستخدام مثبت خارجي موقت إلى حين التئام الجراحة. وتطرق إلى أنه تم حتى الآن إجراء ثلاث جراحات باستخدام هذه التقنية في مدينة الملك فهد الطبية، إلا أن هذه الحالة كانت أصعبها.