أجرى فريق طبي سعودي مكون من 30 طبيباً وطبيبة وممرضاً وممرضة في مدينة الملك فهد الطبية أمس، جراحة وصفت ب"الفريدة"من نوعها، امتدت ل38 ساعة لإعادة ربط العمود الفقري للمريض فايد الشمري 60 عاماً، الذي تعرض لكسر عرضي، وخلع كامل للعمود الفقري من دون إصابة في الحبل الشوكي، إثر حادثة مرورية. وأوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب رئيس قسم جراحة العمود الفقري في المدينة رئيس الفريق الطبي الدكتور خالد المسرع ل"الحياة"، أن احتفاظ المريض بقواه العصبية، وعدم حدوث أي خدش أو جرح في الحبل الشوكي، أسهم في إنجاح الجراحة، لا سيما أنه يعاني من كسر غريب وفريد من نوعه بسبب انفصال العمود إلى جزأين، إذ يعد هذا ضد فسيولوجيا الحبل الشوكي. ولفت إلى أن إجراءات الإعداد والتخطيط للجراحة استغرق من الفريق نحو شهرين، لاتخاذ القرار النهائي من بعد درس الحالة بدقة، إذ إن التحدي في هذه الجراحة، يكمن في مواجهة أمر غير معروف ولم يرد في دوريات وكتب جراحة العمود الفقري، ما دفع الفريق إلى إعداد ملف مفصل عن الحالة يتضمن"التكنيك"والآلية التي استخدمت في إرجاع الكسر إلى وضعه الطبيعي من دون مضاعفات. وأوضح المسرع، أن الفريق الطبي قام بتركيب مسامير ودعامات حديدية موقتة في العمود الفقري تحت التخطيط العصبي واستخدام جهاز الملاحة العصبية، لتثبيت المسامير والتأكد من عدم حدوث أضرار للحبل الشوكي. وأكد أن الجراحة تمت على ثلاث مراحل، فتح خلالها التجويف الصدري والبطني معاً، ثم حركت الرئة من الجزء السفلي من التجويف الصدري وإفراغ التجويف البطني الأيسر من محتواه، وتحريك الشريان البطني الأورطي للجهة اليمنى، بحيث أصبح العمود الفقري والجزئيين المنفصلين جاهزين للإصلاح، بواسطة جراحي الأوعية الدموية. ولفت إلى أنه استأصل بعد ذلك، الفقرة القطنية الأولى كاملة لتحرير الحبل الشوكي من الأمام، ثم تمت إعادة الجزء الخلفي وإزالة التثبيت الموقت للعمود الفقري لمحاولة إعادة ربطه واستعادة استقامته للوضع الطبيعي، وهو ما يعد أكثر أجزاء الجراحة خطورة، إذ تكمن خطورته في شد الحبل الشوكي لوضعه الطبيعي، ليتم ابتكار تقنية جديدة لم تكن معروفة في جراحة العمود الفقري. وأشار إلى أنه تمت إعادة تركيب العمود الفقري، ليصبح على اتزان واستقامة واحدة، مثبتاً بدعامات ومسامير حديدية أمامية وخلفية، ليقفل التجويف الصدري والبطني للمريض، إعلاناً بانتهاء الجراحة. من جهته، قال المريض الشمري:"تخوفت من ارتفاع نسبة فشل الجراحة، التي توقعها الأطباء قبل الجراحة، وبخطورة وضعي الصحي"، موضحاً أن ما حدث له كان قضاء وقدراً، على رغم أن سرعته لم تتجاوز أثناء القيادة 80 كيلومتراً، مثنياً على الجهود المبذولة وكفاءة الفريق الطبي.