لا يختلف اثنان على أنه لا يتم التخلص من مشكلة من المشكلات، ولا يتم تذليل الصعوبات، ولا يتم القضاء على السلبيات، ولا يتحقق التخلص من أي عادة أو ظاهرة سلبية... إن كل ذلك لا يتم الا بأمرين، ولعل أولهما فضل الله تعالى، أما ثانيهما فيكمن في بذل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك التعاون على البر والتقوى، والتكاتف في ما بين الناس بعضهم البعض، والتناصح وبث الوعي ونشر الخير بين المسلمين، وحري بالانسان ألا يكون جل همه أن يسلم من الآثام لوحده، بل عليه ضم اخوانه المسلمين معه في بذل النصيحة، وبث الامر بالمعروف وبالنهي عن المنكر، حيث قال الله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. وقال صلى الله عليه وسلم"الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله، قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". إن الله تعالى بيّن أن أمتنا هي خير الامم، لأنها تميزت بصفة"الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وهذه دلالة واضحة على مدى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان فضلها. قرن الله تعالى الإيمان به سبحانه، ثم بعد ذلك ذكر لفظ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا شك أن في ذلك دلالة على أن الإيمان بالله تعالى يستوجب الإنصاف بصفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي ذلك دلالة أيضاً على أهمية هذه الصفة وبذل النصيحة وبيان فضلها ومكانتها. إن النبي"صلى الله عليه وسلم"بين ما يأتي: انه"صلى الله عليه وسلم"قرن الدين بالنصيحة، فقال الدين النصيحة أي أن النصيحة من الواجبات المهمة في الدين، وأن ما يميز هذا الدين عن غيره صفة النصيحة. إنه"صلى الله عليه وسلم"بيّن بأن بذل النصيحة لا يتوقف ولا يتعين على شخص معين، بل أنه حري بالمسلم بذل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أياً كان، وأن علينا أن نكون كلنا دعاة إلى الخير أياً كنا. إن النبي"صلى الله عليه وسلم"بيّن أن أئمة المساجد وولاة الأمر والآباء، الكل راعٍ ومسؤول عن رعيته، فإن كل راعٍ يتعين عليه بذل النصيحة. فضل بن فهد الفضل - بريدة