دعت استشارية طب أسنان الأطفال المشرفة الطبية على العيادة المشتركة لتشوهات الوجه في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتورة عزيزة الجوهر، وزارة الصحة إلى إجراء دراسات معمقة عن عدد المصابين بالشفة الأرنبية، مشيرة إلى أن السعودية تفتقر إلى إحصاء دقيق عن عددهم. وأضافت في تصريح إلى"الحياة"، أن العيادة المشتركة تستقبل سنوياً، نحو 125 طفلاً يعانون من حالات مستعصية من"الشفة الأرنبية"، لافتة إلى أن غالبية الأطفال الذين يعانون من هذا التشوه لا يدخلون المدارس، لأن الرعاية الطبية والنفسية لهم تكون ضعيفة. وقالت:"بعض المستشفيات تُجري جراحات تجميل لمن يعانون من الشفة الأرنبية، لكنها تهمل بعض المشكلات التي تنتج منها، ولا تتابعها بشكل دقيق مثل وجود فتحة في سقف الفم، ما يؤدي إلى خروج ماء من الأنف، أو ضعف السمع، وإصابة الطفل بالتهاب مزمن، في حين أن هذا النوع من التشوه يجب متابعته من اختصاصيين كما يحدث في العيادة المشتركة، التي تضم اختصاصين نفسيين واجتماعيين واستشاريين في تخصصات الأنف والأذن والحنجرة والأسنان والتجميل". وأضافت أن معظم من يأتون إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي تخطت أعمارهم 16 عاماً وليسوا ملتحقين بالمدارس، بسبب معاناتهم النفسية أثناء صغرهم من هذا التشوه، إضافة إلى عدم وعي المدرس بآلية التعامل مع صاحب الشفة الأرنبية، لعدم معرفة الأخير نطق الحروف بشكل سليم. وأكدت أنه كلما بدأ العلاج مبكراً كان أفضل له. وتطرقت الجوهر إلى أن الأرقام العالمية تشير إلى أن نسبة حدوث حالات الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق، تبلغ واحداً من الألف من المواليد الأحياء، في حين تشير دراسات محدودة في السعودية إلى أن نسبة الإصابة واحد من كل 600 مولود حي، فيما تبقى أسباب الإصابة غير معروفة. وتحدثت عن دراسة قام بها مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي أخيراً، شملت عينة من 834 طفلاً مصاباً بالشفة الأرنبية أو شق سقف الحلق أو كليهما، خلصت إلى وجود ارتباط بين زواج الأقارب وهذا التشوه، فيما ترى أنه في حال حدث التشوه سابقاً في عائلة الأب أو الأم، فإن الاحتمال يكبر لتكرار الإصابة بهذا التشوه، مشيرة إلى أن ما يساعد وزارة الصحة في إجراء دراسات عن الشفة الارنبية هو أن نسبة النساء اللائي يلدن في مستشفيات الوزارة 70 في المئة، ما يسهّل إجراء بحوث عن هذا الجانب. ولفتت إلى أهمية أن يتقبل الوالدان حقيقة أن طفلهما يعاني من تشوه خلقي من الممكن تصحيحه، إذ ان أكثر الأمور أهمية للنمو العاطفي السليم للمصاب، أن يعرف أن والديه يتقبلانه ويحبانه، مشيرة إلى إمكان إصلاح التشوه جراحياً إذا كانت الشفة الأرنبية، أو شق سقف الحلق غير مرتبط مع أية متلازمة مرضية، وبالتالي يعيش الطفل حياة طبيعية. وأوضحت أن علاج الشفة الأرنبية والحنك المشقوق يتطلب فترة طويلة، بحسب نوعية الشق، ويتم ذلك تدريجياً على مراحل عدة منذ الشهر الثالث من عمره وحتى مرحلة البلوغ، تبدأ بالجراحة التجميلية للشفة العلوية من الفم، ثم عملية إصلاح سقف الحلق، ثم علاج مكثف للنطق ومتابعة عيادة الأسنان وتقويم الأسنان. وأشارت إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي سينظم أعمال"المؤتمر الثاني للشفة الأرنبية وشق سقف الحلق"في مدينة الرياض بين 31 آذار مارس و2 نيسان أبريل المقبل، في حضور عدد كبير من خبراء جراحة الفكين وأطباء الأمراض الوراثية واختصاصيي عيوب النطق، بهدف تحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة لمرضى"الشفة الأرنبية"، خصوصاً عند الأطفال، من خلال ما سيقدم من أوراق عمل متخصصة، تعرض آخر ما توصلت إليه البحوث العلمية في علاج حالات تشوهات الوجه، وآخر المستجدات الجراحية والاكلينيكية لعلاج شق الشفة الأرنبية وسقف الحلق.