سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس "الملكية الدستورية" في العراق قال إن الأميركيين لم يأخذوا تحذيراته على محمل الجد . الشريف علي بن الحسين ل"الحياة" : السعودية أمل العراقيين في "الحيلولة" دون تقسيمه
أكد رئيس الملكية الدستورية في العراق الشريف علي بن الحسين أهمية دور السعودية في حماية ودعم استقلال وسيادة العراق، معترفاً بأن"لها الريادة في ذلك"، معوّلاً بشكل كبير على دعم المملكة في إعادة الوضع في بلاد الرافدين إلى منطقة التصالح والتسامح والتعايش المثمر، وذلك لعلاقاتها المتينة والقوية مع الشعب العراقي بكل أجناسه وأصنافه وأطيافه، ويؤمن الشريف بقدرة السعودية على منع تقسيم وتجزئة العراق، وقال في حوار مع"الحياة":"موقف السعودية تجاه العراق سيحفّز كثيراً من دول الوطن العربي لتبنيه، والأهم أن حكومة الولاياتالمتحدة الأميركية تستمع إلى نصائح القيادة السعودية"، لذلك هو يأمل بموقف عربي رافض لتقسيم وتجزئة العراق والدفاع عن وحدته واستقلاله... فإلى تفاصيل الحوار: هل تعتقد بأن توقيع الاتفاق الأمني مع الأميركيين من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في العراق؟ - نتطلع إلى عودة السيادة الكاملة إلى العراق، إذ ما زلنا نعمل تحت ظل تطبيق الفصل السابع للأمم المتحدة، الذي يسمح لمجلس الأمن بالتدخل في شؤون العراق، وبالتالي فإن الاتفاق الأمني سينهي العمل بقرار الفصل السابع، ولكن ما نسعى إلى التأكد منه هو ألا يخلق توقيع الاتفاق الأمني عبئاً على الشعب العراقي، وألا ينتقص من السيادة العراقية، لذلك جرت المفاوضات على أساس ضمان تحقيق سيادة عراقية كاملة. ماذا إذاً عن الانتخابات المحلية للمحافظات... وهل ستخلق شيئاً من الاستقرار الأمني للعراق؟ - بالتأكيد انتخابات المحافظات ستخلق استقراراً أمنياً للعراق، إذ إنها ستمنح الشعب العراقي حق اختيار ممثليه في إدارة الشؤون المحلية، فمن خلال تجربة خمس سنوات ماضية نجد أن ممثلي الشعب في المحافظات عملوا بشكل جيد في الدفاع عن المصالح المحلية، وابتعدنا عن المركزية، والبيروقراطية، ونال أبناء الشعب العراقي حقهم في المشاركة السياسية. بعد خمس سنوات من الاحتلال، كيف ترون بقاء القوات الأميركية في العراق؟ - في أعقاب سقوط النظام السابق، كنا نندهش لسماع بعض الأخبار عن بقاء الأميركيين لخمس سنوات مقبلة، ولكن من الواضح الآن أنهم سيبقون إلى 10 سنوات أخرى، وليس خمس سنوات فحسب، ويعود السبب في بقائهم حتى الآن، إلى ارتكابهم أخطاء جسيمة، فإلغاء حاكم العراق السابق بريمر المؤسسات الرئيسية المهمة، جعل الأميركان يبذلون الجهود مضاعفة الآن لملء الفراغ، وللأسف إننا كعراقيين نحتاج إلى بقائهم في العراق، لضمان وحدته وحماية الدولة من الانهيار، وفي الوقت نفسه ما زلنا نسعى جاهدين في بناء مؤسساتنا والاستغناء عن الدور الأميركي. أعلنتم في وقت سابق عن عزمكم إقامة ملكية دستورية في العراق، ما ملامح الملكية الدستورية التي تسعون إلى قيامها هناك؟ - من الطبيعي أن لكل مجتمع صفات خاصة، وبما أن هناك جمهوريات جيدة وجمهوريات سيئة، فهناك أيضاً ملكيات جيدة وملكيات سيئة، ولكن بالنسبة إلى العراق فالنظام الملكي الدستوري هو النظام الأمثل لكي يلم شمل كل المجتمع العراقي، وأن يكون رمزاً للدولة بحيث يعتبر حَكَماً وليس حاكماً، ويضمن حقوق الجميع، ويمنع هيمنة طرف على طرف، إذ إنه في ال 50 عاماً الماضية لم ينجح قيام خمس جمهوريات في عودة الاستقرار والعدالة والأمان إلى العراق. يعتبر التنوع المذهبي والحزبي علامة فارقة في المجتمع العراقي...هل تتوقع أن يقبل مجتمع بهذا التنوع بالملكية الدستورية؟ - أرى أن تنوع المجتمع العراقي سبب رئيسي في ضرورة إيجاد ملكية دستورية في العراق، فبسبب فسيفساء المجتمع العراقي تم تقسيم السلطة على أساس طائفي عنصري قامت به أحزاب قومية وطائفية، وهذا مسيء للنسيج الاجتماعي في العراق، كما أدى ذلك التقسيم الطائفي إلى غياب طرح وطني يمثل كل العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والقومية، ولو كان لدينا في العراق نظام ملكي دستوري، والملك يمثل كل الأطراف ومحايد وليس محسوباً على طرف معين، لتجاوزنا كثيراً من المحن. زياراتكم السابقة لبعض الدول المجاورة للعراق، هل آتت أُكلها؟ - الدول العربية المجاورة للعراق لها دور أساسي في ضمان مستقبل العراق ووحدته واستقلاله. ونحن جزء من الأمة العربية، ونتطلع إلى دعم الدول القيادية والريادية في الوطن العربي لدعم الشعب العراقي، ونعوّل كثيراً على دعم المملكة، لأن لها علاقات متينة وقوية مع الشعب العراقي، ونتوقع أن يكون للسعودية دور ريادي في منع تقسيم وتجزئة العراق، والكثير من الدول العربية، ونحن منهم مؤمنون بقيادة السعودية، وأي موقف تتخذه السعودية ستتبعها فيه دول الوطن العربي، والأهم في ذلك أن حكومة الولاياتالمتحدة الأميركية تستمع إلى نصائح القيادة السعودية، لذلك نأمل بموقف عربي رافض لتقسيم وتجزئة العراق والدفاع عن وحدته واستقلاله. بما أن الحديث عن السعودية فسأسألك عما ورد في مذكرات والدتكم الشريفة بديعة وريثة العرش، حول دور المملكة العربية السعودية في حماية عائلتها من موت محقق في أعقاب انقلاب عام 1958، هل تتذكر تلك المرحلة؟ - بالتأكيد كان دور القيادة السعودية مشرفاً، ففي أثناء الانقلاب، وبعد مقتل الملك والوصي التجأنا إلى سفارة المملكة العربية السعودية، وهناك وجدنا الأمان والحماية من الانقلابيين المجرمين الذين تمكنوا من قتل العائلة المالكة في العراق، لقد هيأت لنا السعودية كل سبل الحماية والطمأنينة على أرواحنا، ونقلونا إلى خارج العراق، ومازلنا ندين بفضل الله ثم حكومة المملكة العربية السعودية علينا. تداولت بعض وسائل الإعلام ما مفاده أن"الأميركيين لا يريدون الشريف علي بن الحسين ملكاً على العراق"ما طبيعة خلافك مع الأميركيين؟ - خلافي مع الأميركيين يتمحور حول أخطائهم السياسية في العراق، وسبق أن حذرتهم قبل سقوط نظام صدام حسين من أن الشعب العراقي يرفض الاحتلال، وألا يتعاملوا معهم على أساس طائفي، ويجب الاعتماد على قيادات محلية، وأن القيادات التي ستأتي مع الأميركيان من الخارج لن يكون في مقدورها السيطرة على الوضع، ومع الأسف صدقت توقعاتي، ولم يأخذ الأميركيان تحذيراتي على محمل الجد. وللأسف أن السياسة الأميركية في السنوات الأولى للاحتلال جاءت مدمرة في كثير من الأحوال، مثل حل المؤسسات، وخروج الخبرات المهمة من البلاد، وما زلت أقول إن الأميركيان يحتاجون إلى المزيد لفهم الوضع العراقي جيداً، والاعتراف بأخطائهم، وإعطاء المجال لأهل العراق للمشاركة في العملية السياسية. هل تتوقع أن يكون لحزب"التحالف الملكي الديموقراطي"بقيادة الشريف رعد بن زيد دور في العملية السياسية العراقية؟ - اعتقد أن هذا الحزب انسحب من الساحة، والعراق دولة حرة تستطيع أن تستوعب كل الأحزاب السياسية، ولكن بحسب علمي أن الحزب انسحب ولم أعد أسمع عن تحركه شيئاً منذ سنوات عدة. ولكن ولي عهد الأردن السابق الأمير الحسن بن طلال سعى في بداية سقوط نظام صدام الى المشاركة في العملية السياسية في العراق، ماذا عنه الآن؟ - أيضاً بحسب علمي أنه كان ينفي سعيه الى المشاركة في العملية السياسية، وكان دافع تحركاته مساعدة الشعب العراقي، بعيداً عن المشاركة السياسية. كيف ترى دور رجال الصحوات في استتباب الأمن العراقي؟ - كان لهم دور أساسي في الانتصار على الإرهاب والإرهابيين في العراق، وقد ضمنوا عودة الأمن والاستقرار للمناطق التي يوجدون فيها، ونجحوا رغماً عن الأميركيين في بداية الأمر، وبعد نجاحاتهم المتتالية في الانبار أدرك الأميركيان أهميتهم وقرروا دعمهم، وبالتالي يجب على الحكومة العراقية دعمهم حتى لا يخسروا هؤلاء الشباب المتحمسين لاستتباب الأمن في وطنهم، وبما أننا الآن دخلنا فترة سياسية جديدة، فيجب تشجيع قيادات الصحوات على الدخول في الانتخابات، والعملية السياسية، ومن الواضح أنه إذا لم تتحول حركة الصحوة إلى المشاركة في العملية السياسية، فستكون لها ردود فعل سيئة، كما اعتقد أن الصحوات لا يتطلعون إلى ضمان وظائف أو دمجهم في الجيش، بل يتطلعون إلى ضمان مستقبلهم، من خلال المشاركة في العملية السياسية. أين وصلت المصالحة الوطنية؟ - الحقيقة أنه لا يوجد خلاف بين أطراف المجتمع العراقي لنبحث عن المصالحة، إذ ان الخلاف يكمن بين الأحزاب السياسية فقط، وبالتالي فأنا أفضل كلمة المشاركة على المصالحة، وإذا لم نجد حلاً لمسألة المشاركة السياسية، سنبقى في حال توتر مستمرة، فالمشاركة الفعلية في القرارات السياسية، والسلطة، والمناصب، هي التي ستوفر المصالحة بين أبناء الشعب العراقي. تسعى إلى المشاركة في العملية السياسية وأنت في لندن بعيداً عن العراق، ألا ترى انه يجب عليك التواجد داخل العراق؟ - ومن قال لك إنني بعيداً عن العراق، منذ سقوط نظام صدام حسين وأنا مقيم في العراق، ومجيئي إلى لندن مجرد زيارات بين فترة وأخرى، فمن هناك أسعى إلى تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي للعراق، وأقابل أبناء الشعب وأعضاء الحكومة، وعلى رغم المستوى الأمني الصعب، إلا أنني أسعى إلى تقديم شيء للعراق والعراقيين من داخل العراق.