في الوقت الذي لا تزال فيه الرياضة النسوية تشهد جدلاً كبيراً حول مشروعيتها من عدمه، فضلت بعض الفتيات غض الطرف عن الجدل الذي يلف طرفي المجتمع في السعودية والبدء في مزاولة كرة القدم بعيداً عن اهتمامهم بما يليق بجنسهم كما يطالب البعض، بعد أن وجدن التشجيع من أولياء أمورهن على اعتبار أنها رياضة قد تشغلهن بما يعود عليهن بالفائدة، فلم تقتصر طموحاتهن على مزاولة اللعبة بل وصلت أمنياتهن إلى الوصول إلى حجز مقعد ضمن أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم متى ما جاءت الفرصة، وهن يعتبرن ما وصلت إليه عضوة الاتحاد السعودي في الفروسية أروى المطبقاني مثالاً أعلى في هذا المجال. وتطمح هؤلاء الفتيات إلى إنشاء أندية نسوية تعنى بهذا الشأن مع إيجاد ملاعب وأجهزة فنية على أعلى المستويات، ولم تكن النظرة الاجتماعية لهم سيئة، والدليل هو الأعداد الكبيرة الملتحقة بالفرق الخاصة بهن. من جهتها، أكدت اللاعبة مي 21عاماً عشقها اللامحدود لمزاولة لعبة كرة القدم على رغم النظرة الغريبة التي تجدها من البعض في هذا الخصوص وقالت:"بدايتي كانت وأنا في السابعة من عمري، وكان مجرد عشق، لأني موجودة مع مجموعة من الأولاد في منزلنا ونحن ما زلنا صغاراً في السن ومع مرور الوقت بدأت فكرة أن نلعب سوياً مجموعه من الفتيات، وتحقق ذلك واجتمعنا ونحن حوالى 6 فتيات في البداية نلعب فقط للتسلية في أوقات العصر، وقررنا بعد ذلك أن نكون فريقاً بعد أن وصل عددنا إلى نحو 20 بنتاً، ومن ثم استطعنا أن نعمل دورياً ليشارك فيه أكثر من فريق للمنافسة". وعن نظرة المجتمع وتأييد الوالد والوالدة لهم قالت مي:"كنت في البداية أواجه انتقاداً واستغراباً من البعض، ولكن ومع مرور الوقت أصبحوا مؤيدين في ذلك لدرجة أن هناك من كان يمنعني وينصحني في البداية هو موجود ويلعب يومياً مع الفريق، وبالنسبة إلى الأهل في المنزل ولله الحمد هم من شجعني على مزاولة كرة القدم، لأنهم يرونها في الأفضل من التسكع في الأسواق وما شابه ذلك، ولكن الشيء الذي نعانيه بصراحة هي إيجاد الملاعب التي نمارس فيها كرة القدم فنظام الاستراحات والتأجير منها يعمل لنا الكثير من الإشكاليات لرفض بعض أصحاب الاستراحات من التأجير بصفتنا بنات، ولكن ولله الحمد في الفترة الأخيرة استقررنا في منزل إحدى زميلاتنا اللاعبات ونلعب فيه بنظام التأجير قرابة أربعة أيام في الأسبوع". وعن طموحها والفرق التي تشجعها ونظرتها للمنتخب السعودي وهو يخوض التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، قالت:"الطموح ليس له حدود ففي الوقت الحاضر، أتمنى أن تكون هناك أندية نسائية نشارك فيها مع بعض، وأن نتمكن من أن نقيم دورات رياضية وأن تكون بإشراف أشخاص مهتمين بهذا الشأن، كما أنني أحلم بالوصول إلى احد المناصب في الاتحاد السعودي لكرة القدم فلديّ من الأفكار ما يؤهلني لذلك، وبالمناسبة أنا هلالية الميول وكنت من المعجبين بيوسف الثنيان ونواف التمياط وحالياً ياسر القحطاني وأيضاً أنا متابعة جيدة للدوري الانكليزي ومن عشاق فريق تشلسي". من جانبها، أكدت روزان عبدالرؤوف ناجي 20عاماً أن والدها وهو الإعلامي المعروف سابقاً كان من الأسباب التي جعلتها تتعلق بهذه اللعبة، فكان يذهب بها سابقاً إلى المباريات في استاد الأمير عبدالله الفيصل لحضور مباريات الاتحاد والى النادي لمشاهدة تدريبات الفريق الأول وقالت:"ولع الكرة كان في رأسي منذ صغري، وأنا أشاهدها في الملعب باستمرار ومع مرور الوقت سمعت أن هناك مجموعة من البنات يلعبن كرة السلة فتمنيت أن يكون هناك مجموعة أخرى تمارس كرة القدم فاجتمعت أنا و5 زميلات وفي خلال أسبوع وصل عددنا إلى نحو الثلاثين، وكنت أحضرهم عن طريق الجامعة بالسؤال عن كل من يرغب في أن يمارس كرة القدم ويتم بعد ذلك التنسيق عن أماكن التدريب وبعد أن واجهنا مشكلات في استئجار الاستراحات وجدنا المنازل الخاصة هي الأفضل، بخاصة إذا كان الملعب فيها كبيراً ويسعنا جميعاً".