النقلة النوعية التي أحدثها خادم الحرمين الشريفين في سياسة مشروع الإصلاح المجتمعي، والمتمثلة في القرارات الملكية للإعفاء والتعيين، جاءت لتؤكد جدية الحكومة السعودية في تحقيق رؤية وأهداف وخطط ومستقبل هذا المشروع، الذي هو بحق مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد أن تعهد لشعبه بلهجته الأبوية الصادقة والمحبة لأبنائه بأن التغيير للأفضل قادم، فضلاً عن أنها أكدت للعالم بأسره مصداقية المملكة في تعزيز حقوق الإنسان، التي هي نهجها الأساسي المستمد من الشريعة الإسلامية السمحاء. كنت أدعو سابقاً لأن يتم تفعيل الأيام العالمية في مجال الإصلاح المجتمعي، غير أنني حقيقة لم أتخيل أن تصادف مفاجأة الملك الأب لشعبه بقدر كل هذا الحب الحقيقي الذي منحهم إياه فعلياً بما قدمه لهم من أول بشرى ملكية شعبية يوافق إعلانها يوم 14 شباط فبراير 2009م، الذي ينادي فيه العالم بمنح الحب والشعور به، وقد فعلها حبيب الشعب عبدالله، كما لم تُفعل من أحد قبله. لن أتحدث عن التغييرات وتحليلاتها، فهناك من هم أهلٌ في إيضاح الأبعاد الإيجابية بعيدة المدى لهذه النقلة المميزة على جميع المستويات، لكن سأتحدث عن رغبتي كامرأة وكمواطنة هدأ قلبها واطمأنت على ما ستنعم به في هذه الدنيا، فيما تبقّى لها من عمر على هذه الأرض، وبما استبشرت به خيراً لأبنائها وبناتها، حين علمت بهذه القرارات المهمة والمدروسة التي تصدّر بشراها نبأ تعيين أول امرأة سعودية في منصب نائب وزير. لقد كان في هذه القرارات بلسم شافٍ لكل من كادت تكل نفسه من المناداة بالتغيير للأفضل، حيث ثبت للجميع ب 19 شاهداً عدل أن والدنا الملك يسمعنا ويقرأنا ولايدخر أمراً في سبيل إسعادنا، ولا يخاف في الله بنا لومة لائم. ونحن بذلك نقف له احتراماً وكلنا، نساءً ورجالاً وأطفالاً، شغوفون بطبع قبلة الولاء والمحبة والبنوة على جبينه قائلين له: نشهد بالله أنك ولي أمرنا الأمين الذي عمل بأمر الله حين قال"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ"، وأن لك علينا السمع والطاعة والإجابة متى دعيتنا لأمر ما، كما جاء في أقوال تفسير هذه الآية الكريمة من أنها خطابٌ من الله لولاة أمور المسلمين بآداء الأمانة إلى من ولوا في فيئهم وحقوقهم وما اؤتمنوا عليه من أمورهم بالعدل بينهم في القضايا والقسْم بينهم بالسوية بما يستوجب معه العمل مع ما وُعظ به الرعية، حين قال تعالى"أَطِيعُوا اللَّه وَأَطِيعُوا الرَّسُول وَأُولِي الْأَمْر مِنْكُمْ". رؤية متواضعة بلورة مشروع الإصلاح المجتمعي في إطار مؤسسي يقوم عليه الثقات ويكون مرتبطاً بالملك، مباشرة بما تقوم معه هذه المؤسسة على متابعة مشاريع الاصلاح المرتبطة في شؤونها بين وزارات مختلفة وفق"خطط زمنية محددة"لكل فترة من فترات هذه المشاريع، بما يسهم بإذن الله في تسريع عجلة الإصلاح المجتمعي... مشروع الملك. * إعلامية وصاحبة مبادرة"الطلاق السعودي". www.saudidivorce.org