يترقب الجميع الاستماع إلى آراء أكثر من 145 عضواً في مجلس الشورى حول عمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب خلال مناقشتهم التقرير السنوي لجهاز الشباب الأول تحت قبة الشورى الأسبوع الجاري، وكان يفترض أن تتم مناقشته الأسبوع الماضي، ولكن البنود المجدولة في جدول الأعمال زحفت عليه وتم تأجيله، وكانت لجنة الأسرة والشباب والشؤون الاجتماعية في مجلس الشورى كتبت ملاحظاتها حول التقرير السنوي للرئاسة، بل ذهبت إلى أكثر من ذلك عندما استضافت عدداً من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب لوضع النقط على الحروف، ومعرفة مواطن الخلل والنقص والعجز في الجهاز الشبابي. ووضعت لجنة الشورى يدها على المكامن الضعيفة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وشخّصت العلل، وأيضاً كتبت"روشتة"الدواء من خلال توصياتها التي ينتظر أن يتم إقرارها من أعضاء مجلس الشورى ومن ثم رفعها الى المقام السامي لاعتمادها. ونحن في صحيفة"الحياة"نقدم الداء والدواء في الرئاسة بحسب وجهة نظر مجلس الشورى، فإلى التفاصيل: اجتمعت لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى أخيراً مع مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، التي مُثلت في الاجتماع بكل من: الدكتور صالح بن ناصر، ووكيل الرئيس العام لشؤون الشباب منصور الخضيري، ووكيل الرئيس العام المساعد لشؤون الرياضة سعود العبدالعزيز، ووكيل الرئيس العام المساعد للشؤون الفنية المهندس فهد الدويش، والمدير العام للشؤون المالية والإدارية فهد الباني، والمدير العام للتخطيط والتطوير الإداري عبدالله الوعلان. وناقشت اللجنة معهم بعض الملاحظات والاستفسارات التي وردت على التقرير السنوي للرئاسة، وفي ما يأتي ملخص لأهم ما دار في الحوار الذي أجاب فيه مسؤولو الرئاسة العامة لرعاية الشباب على الاستفسارات كافة التي وجهها أعضاء اللجنة الشورية. وأوضح مسؤولو الرئاسة أن تخصيص الأندية يعتبر أحد المواضيع الحيوية في الوقت الحاضر لدى الرئاسة، والفكرة بدأت قبل سنوات عدة من مجلس الشورى، مؤكدين حاجتهم إلى وقت حتى يتفهم الجميع موضوع الخصخصة. ولفتوا إلى أن الخصخصة في الماضي لم تشهد إقبالاً من الشركات أو رجال الأعمال، وأضافوا:"في الوقت الحاضر أصبح هناك إقبال وتنافس بين الشركات الكبيرة، وبالذات القنوات الفضائية وشركات الاتصالات". وتابع مسؤولو الرئاسة العامة لرعاية الشباب في حوارهم مع اللجنة الشورية:"نواجه بعض الظروف في ما يتعلق ببعض الأنظمة، على سبيل المثال إصرار وزارة المالية على عدم إعطاء الضوء الأخضر للأمر الملكي الصادر باستثمار مقار الأندية والمنشآت الحكومية، إلا بعد إيداع مبالغ هذه الاستثمارات في خزانة المالية، وليس خزانة الرئاسة، وبالتالي لن تستفيد الأندية. والرئاسة لديها اتصالات مع وزارة المالية لإقناعها بالتنازل عن بعض الموارد لمصلحة الرئاسة والأندية. ونحن نركز حالياً على تخصيص الأندية القائمة، لأن هناك صعوبة في إنشاء أندية لارتفاع تكاليف الإنشاء، وتخصيص الأندية لن يتم قبل خمس سنوات". كما أكد مسؤولو الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن"استاد الملك عبدالله في جدة تأخر أربعة عشر عاماً وحتى الآن لا يزال متعثراً بسبب التكاليف المالية، ومدينة جدة من الضروري إقامة استاد رياضي فيها، لأن الاستاد الحالي صغير ويعاني من التكدس الذي يحدث أثناء المباريات، ومنع الناس الذين يريدون الدخول إلى الملعب أثار بعض المشكلات الأمنية، ونخشى من عواقب هذه الأمور، وهناك ثلاثة مواقع يتم التباحث حولها، وكذلك حل النواحي المالية لبناء هذا الاستاد". وتطرق مسؤولو"رعاية الشباب"إلى أن اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية السعودية هيئات رياضية ذات شخصية اعتبارية مستقلة في أنظمتها ولوائحها وبرامجها، تساعدها وتدعمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب مالياً ومعنوياً لتحقيق أهدافها، وبرامج النشاطات الشبابية والرياضية في أمسّ الحاجة إلى استمرار دعم ورعاية الدولة ممثلة في جهاز حكومي هو الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والرئيس العام لرعاية الشباب يترأس اللجنة الأولمبية والاتحادين السعودي لكرة القدم، وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لأهمية ما تشتمل عليه هذه الاتحادات، ولم يحدث أن أضر ذلك باستقلال هذه الاتحادات مثلها مثل الاتحادات ال25 الأخرى. وحول تدني المستوى الثقافي في الأندية رد المسؤولون في الرئاسة بقولهم:"عند إعادة هيكلة أجهزة الدولة في عام 1424ه، صدر قرار مجلس الوزراء بنقل النشاط الثقافي إلى وزارة الثقافة والإعلام، وتبقى الرئاسة مسؤولة عن النشاط الرياضي، وعلى رغم ذلك استمرت الرئاسة في تقديم النشاط الثقافي، وخاطبنا المقام السامي بالموافقة على إنشاء إدارة اسمها"ثقافة الشباب"، وعملت هذه الإدارة من دون إمكانات، ثم جاء توجيه سام كريم في 18-2-1429ه، بعدم الحاجة إلى إحداث إدارة ثقافة الشباب وعلى رغم ذلك استمرت الرئاسة بتوجهات الرئيس العام بالاستمرار في هذه الإدارة بقدر الإمكانات المتاحة". واستطردوا:"هناك 80 منشأة رياضية تحتاج إلى دعم في المجال الثقافي ويربط معه ثقافة الشباب. وهناك الكثير من المعوقات المالية التي حدت من النشاط الثقافي ليظهر بتلك الصورة، ونحن نطالب بإعادة مسؤولية النشاط الثقافي إلى الرئاسة". وفيما يخص الصيانة والتشغيل أشار ممثلو الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى اتباع خطة في طرح المنافسات وترسية العقود بنظام مشتريات الدولة وتطبق جميع لوائحه اذ يتم الإعلان في الجريدة الرسمية أم القرى إضافة لبقية الجرائد وبعد أن يتقدم المتنافسون تتم دراسة العروض المقدمة من لجنة فحص العروض وتتم الترسية وفقاً للتعليمات الواردة في نظام مشتريات الدولة، علماً بأنه يوجد مندوب من وزارة المالية في لجنة فحص العروض وتتم دراسة وتدقيق إجراءات الترسية من ديوان المراقبة العامة وليس بإمكان الرئاسة أن تتدخل في وضع أي تعديلات لتلك الأنظمة، عملاً بأن هذه الإجراءات تتم تحت إشراف الرئيس العام ونائبه مباشرة. وأوضحوا أن للساحات الشعبية وأندية الشباب في الأحياء ومراكز الشباب بالأحياء ومراكز الشباب بالمدن والأحياء مسميات مختلفة، لكنها تدل على شيء واحد في الوظيفة والخدمات والأهداف التي تؤديها"وتتكون من قطعة من الأرض متوسط مساحتها في حدود عشرة آلاف متر مربع تحتوي على ملعب متعدد الأغراض يناسب ممارسة الألعاب الجماعية، ويمكن استخدامه كملعب مصغر لكرة القدم ومضمار للمشي ومدرج مكشوف على شكل نصف دائرة يمكّن من إقامة العروض والأنشطة المختلفة عليه إضافة إلى مقر للإدارة وصالة مغلقة تحتوي على قاعة رياضية متعددة الأغراض لممارسة بعض الألعاب الجماعية الفردية وقاعة للعروض الثقافية والمحاضرات وقاعة تعليمية للهوايات وقاعة التسلية والترفيه وركن للوجبات الخفيفة والهدف من إنشاء هذه الساحات والمراكز الشبابية في الأحياء احتواء الشباب وتعميق روح الولاء والانتماء لهذا الوطن وحفظهم من الوقوع في السلوكيات الخاطئة وإشغال أوقات الفراغ لديهم بما هو مفيد لهم ولوطنهم وتنمية مواهبهم خلال ممارستهم للأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والترويجية والألعاب الشعبية وتحفيزهم على العمل التطوعي لخدمة البيئة المحيطة وتحمل المسؤولية والمشاركة الاجتماعية وتفعيل روح المحبة والتعارف بينهم والمساهمة في إيجاد روافد للأندية برعاية المواهب الرياضية". ولفت المسؤولون إلى أن الرئاسة خاطبت الاتحاد الدولي بعدم استخدام راية التوحيد والاكتفاء بالسيفين والنخلة في المناسبات الرياضية، وألا يستخدم إلا في المكان الذي يليق، وفي الشأن المحلي هناك لجنة من الرئاسة ووزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للسياحة لدراسة موضوع العلم". أما بالنسبة لما ذكر في تقرير الرئاسة من أن بعض الاتحادات لا تتجاوب مع معهد إعداد القادة لإقامة دورات تدريبية للمدربين والحكام، فقالوا:"هذه الاتحاد لا تمثل عدداً كبيراً منها لأن طبيعة اختصاص ألعابها بوضع مختلف يعتمدون فيه على مدربين وحكام متمرسين وذوي خبرة عالية في نوعية الألعاب التي تمارس في هذه الاتحادات، وأهمها الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية والاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة أما بقية الاتحادات فهي تتعاون مع معهد إعداد القادة الذي يعقد سنوياً ما يزيد على أربعين دورة تدريبية وتحكيمية إلى جانب دورات وندوات تختص بثقافة الاحتراف والإعلام الرياضي وإدارة الأندية وغيرها".