يمرّ فريق الاتحاد بمرحلة عصيبة لم يسبق للفريق الذي نال بطولة القارة الآسيوية ثلاث مرات، وشارك بفاعلية في بطولة العالم للأندية عام 2005 أن مرّ بمثلها من الصدع والانشقاق في الصف، وتقديم مستويات متواضعة مقرونة بنتائج مخيبة لآمال وتطلعات الاتحاديين كافة. "الحياة"رصدت آراء عدد من الاتحاديين، للحديث عن أسباب وصول الفريق الاتحادي إلى هذه المرحلة، وكيف يمكن للفريق العودة مجدداً لحال التوهج التي عاشها في حقبة طويلة، كان من خلالها واجهة الكرة السعودية المشرفة. من جانبه، قال عضو شرف نادي الاتحاد اللواء محمد بن داخل:"رجال النادي وجماهيره قادرون على إخراج ناديهم من الإخفاق الذي يعاني منه، وأثر كثيراً في مستويات لاعبيه في مباريات دوري زين للمحترفين بعد التغلب على ظروف النادي التي أثرت كثيراً على مستوى الفريق خلال الفترة الماضية". وأكد أن إدارة النادي هي التي لديها الأسرار الكاملة، وتعلم جيداً الأسباب الحقيقية وراء ذلك الإخفاق، مضيفاً:"كلنا ثقة بقدرتها على وضع العلاج المناسب للفريق الاتحادي، حتى تتحقق كل تطلعات محبيه، وحقيقة أرى أن الفريق يملك مقومات النجاح، كونه يعد من أفضل الفرق على مستوى القارة الآسيوية، وخسارته في المحفل القاري الأخير لا تعني ابتعاده عن المنافسة، فمتى ما وجد اللاعبون الأجواء المناسبة، فسيعود الاتحاد لوضعه الطبيعي، وهو مكمن العلاج الذي يجب على الإدارة السعي لتفعيله خلال الأيام المقبلة". وعن حلول عدم تكرار مثل هذه المشكلات في نادي الاتحاد، قال ابن داخل:"إذا علمنا المشكلة فمن السهل علاجها، ورجال الاتحاد قادرون على حماية الفريق، من خلال فكرهم وإدارتهم للأزمة". فيما شدد عضو الشرف الدكتور مدني رحيمي على أهمية التآلف بين أعضاء الشرف، مؤكداً أن خلافاتهم لا تخدم المصلحة الاتحادية. وقال:"هذه الاختلافات يجب ألا تبعدهم عن ناديهم، فمن يحب ناديه يجب عليه الدعم من دون قيد أو شرط، فحب النادي ليس كالعمل الوظيفي يملي العضو الشرفي فيه شروطه من أجل الوقوف مع النادي". وعن تفاؤله بالمرحلة المقبلة، أكد رحيمي:"بعيداً عن التفاؤل أتمنى أن تصحح الأوضاع بين أعضاء الشرف". وفي رده عن حال الفريق فنياً، أشار الدكتور مدني رحيمي الى أن الفريق لا ينقصه سوى مهاجم صريح، إضافة إلى عودة المصابين أسامة المولد ونايف هزازي، وفي رأيي أن الفريق قادر بإمكاناته في فترة الانتقالات الشتوية على ان يكون في وضع جيد من الناحية الفنية". وطالب مدير الفريق ولاعبه السابق جمال فرحان، لاعبي الفريق الكروي والعاملين في النادي، بالمحافظة على المكتسبات التاريخية للنادي، وما نشاهده الآن هو تدمير له من خلال النتائج السيئة، التي عصفت بالفريق خلال هذا الموسم. وزاد:"وهذا يعود لعدم الإحساس بأهمية النادي وجماهيره، التي تضع ناديها في مصاف الأندية الكبيرة". وعن الأسباب الحقيقية، قال فرحان:"هي ترسبات إدارية وشرفية تجاه الإدارة الحالية، ونرجو أن يترفع من يقومون بتلك التدخلات إذا كانوا فعلاً يحبون ناديهم ويقدرون جماهيره الوفية، وأتمنى كغيري ممن تهمه مصلحة النادي الالتفاف الشرفي حول الإدارة، وعودة الجميع لطاولة النقاش من أجل النادي". واعتبر الخسائر التي يتكبدها النادي في الفترة الحالية هي نتائج تحدث لفرق عالمية، ويجب على اللاعبين الالتفاف حول الجهاز الفني، والمثابرة من أجل تحقيق الفوز في مقبل المباريات، كما أشدد على أهمية الدور الإداري في النادي، خصوصاً إدارة الكرة، اذ يجب مضاعفة جهدها لعزل لاعبي الفريق عن الأحداث الواقعة في النادي من تصريحات وأخبار إعلامية قد تضر بالفريق. "وإذا حاول لاعبو الفريق الالتفات إلى ما يحدث الآن، فهذا مؤشر خطر لا يخدم الفريق الكروي الذي عودنا على تحقيق البطولات ومقارعة الفرق العالمية، وهو وصيف آسيا وكان قريباً للقب وبطلاً لها في ثلاث مرات مضت". وأما المدرب الوطني عبدالله غراب، فقد أشار إلى أن الأسباب الحقيقية وراء تراجع مستوى الفريق يعود إلى الفجوة الحادثة بين الإدارة واللاعبين، وقال:"في اعتقادي أنها من أحدثت مثل هذه الأمور من الوضع المتردي خصوصاً بعد خسارة الاتحاد اللقب الآسيوي، وكذلك تناقل الإعلام وتضخيم المشكلات في النادي وعدم وجود رد صريح ورأي إعلامي يفند مثل تلك الأقاويل، والعلاج الحقيقي للمشكلات الاتحادية بحسبي هو تدخل مباشر من الإدارة لتقوية الوضع ودرس المشكلة بشكل جيد ومعرفة مكمن الخلل ووضع العلاج السريع خصوصاً أن الإدارة الاتحادية واعية، ولديها من الأفكار ما يجعلها تضع حلولاً عدة لعودة الفريق لوضعه الطبيعي". وأكد أن الفريق الاتحادي لا ينقصه سوى بعض التجهيز النفسي للاعبين، فالفريق يملك عناصر قوية بإمكانها تحقيق البطولات، ويملك 80 في المئة من عناصر الفريق الذي حقق بطولة الدوري الموسم الماضي، وغياب لاعب أو حتى لاعبين للمدرب الجيد الذي يملك حلولاً عدة في اعتقادي لن تكون صعبة عليه، متمنياً أن يعود الاتحاد للمنافسة على البطولات."فهذا الفريق من فئة الخمسة نجوم، عندما يشارك في البطولات تشاهد له بصمة واضحة، ومن الصعب أن تتقبل جماهيره الوفية تراجع مستويات الفريق فهي تطالب بحل عاجل من صناع القرار، ونتمنى ألا يطول ذلك العلاج، حتى لا يبتعد الاتحاد عن البطولات". كما وجّه الغراب رسالته للجماهير الاتحادية وطالبها بوقفة صادقة خلف ناديه وعدم الانجذاب لشخص بعينه، وأضاف:"دائماً تقف خلفه، ولا تتبع أشخاصاً يذهبون، ويأتي غيرهم، فالاتحاد كيان شامخ قدم العديد من المواهب الرياضية للمنتخبات السعودية الذين ساهموا في رفع راية المملكة خفاقة في المحافل الدولية". في حين يرى الكاتب الصحافي عدنان جستينية أن مشكلة"الاتحاد"الحالية إذا أراد المسؤولون عن الرياضة السعودية والاتحاديون على حد سواء وضع حل لها، فلا بد من المصارحة مع الذات بمنتهى الشفافية المطلقة، وقال:"هذا لن يتم ويحدث إذا لم يسبق ذلك سمة التسامح، ذلك أن مشكلة الاتحاد في المقام الأول شرفية وتنقسم إلى شقين، الأول مرتبط بعلاقة عضو الشرف الاتحادي منصور البلوي بالقيادة الرياضية، ولا أحبذ الدخول في تفاصيلها الدقيقة، ولكن الأمل كبير جداً في الأمير سلطان بن فهد في أن يشمله بلفتة أبوية، والتي خص بها أبناءه وإخوانه الرياضيين بمناسبة عودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن معافى، ويقيني أن منصور البلوي الابن البار لوطنه سيقدر هذه اللفتة الكريمة، ويكون داعماً في كل ما يساهم في رقي الرياضة السعودية من خلال نادي الاتحاد، ووقفة صادقة مع رئيسه الحالي الدكتور خالد المرزوقي. وواصل الجستينية بقوله:"أما الشق الثاني فهو التفاف أعضاء الشرف حول ناديهم بنبذ الخلافات والاختلافات السابقة وبدء صفحة جديدة وفق أسس من المبادئ والقيم التي ترفع من مكانتهم ومكانة عميد الأندية السعودية، فإن حرصوا على التعاون والتكاثف يداً واحدة، وقلباً واحداً، عندها سيعود اتحادهم إلى الانتصارات وتحقيق الانجازات، بينما لو تخلوا عن اتحادهم حينذاك لا يلام المرزوقي وإدارته إن فشلوا في تحقيق آمال وطموحات جماهير العميد"ذلك أنه مهما اجتهد وعمل وحقق فإن المتربصين من أعداء النجاح سيكونون له بالمرصاد وينصبون له مصيدة الإخفاق، كما هي حالهم اليوم، ولن يتوقفوا ما لم يكون هناك كبير يضع حداً لانشقاقهم، ويملك السلطة النافذة لمنع أي عبث يهدف ويسعى إلى التخريب للإطاحة بإدارة أبو نواف وتحطيم الجهود التي يقوم بها العضو الداعم. على الصعيد ذاته، أكد المدرب الوطني في نادي الاتحاد ناصر المحمادي أن الوضع الذي يعيشه الفريق الأول لكرة القدم عبارة عن صراع نفسي يعيشه اللاعبون من دون أن يحسوا به، حيث إنهم يتأثرون بما يحصل من مؤامرات من داخل النادي وخارجه ، مشيراً إلى أنهم يتأثرون دون شعورهم وهم يرغبون في تقديم العطاءات الجيدة والمعهودة عنهم، ولا يستطيعون والحرب النفسية التي تطاول اللاعبين من خارج النادي هدفها زعزعة استقرار الفريق، ومحاربة الإدارة التي تبذل جهداً كبيراً من أجل إعادة السيطرة على استقرار الفريق، وما يحصل للفريق نتاج طبيعي، كون الفريق وصل لمرحلة عالية من المستوى والأداء. واستطرد:"من الطبيعي أن يحدث تراجع للفريق ثم يعود إلى عاهد مستواه، لكن أعداء النجاح وأعداء الاتحاد استغلوا هذه الهزة، وشرعوا في فرد عضلاتهم، كأن الاتحاد لن يعود بدونهم، فبدأوا بصراع الفريق، والحل الوحيد إعطاء إدارة المرزوقي كامل الصلاحية في اختيار مجلس إدارته، وإبعاد أعداء النجاح من الوسط الرياضي نهائياً، كونهم لا يحاربون الاتحاد"بل يحاربون الكرة السعودية وأدعو الاتحاديين للم شملهم، والتكاتف حول ناديهم، حتى يعود الفريق منافساً قوياً ورافداً من روافد الكرة السعودية".